زواج بيزوس وسانشيز يثير ضجة في فينيسيا: ترف مبالغ فيه واحتجاجات في “المدينة العائمة”

وسط أجواء تجمع بين الفخامة الباذخة والغضب الشعبي، احتفل مؤسس شركة أمازون، الملياردير الأميركي جيف بيزوس، بزفافه من الإعلامية لورين سانشيز في مدينة فينيسيا الإيطالية، في حفل وصفته وسائل الإعلام الأوروبية بـ”زفاف القرن”. الحدث، الذي امتد على مدى ثلاثة أيام، اجتذب أنظار العالم بسبب ضخامته ومظاهر البذخ المصاحبة له، لكنه أثار أيضًا احتجاجات في أوساط سكان المدينة الذين رأوا فيه تجسيدًا فجًّا لاتساع الهوة بين الأغنياء وبقية المواطنين.
الاحتفالات، التي جرت على جزيرة سان جورجيو العريقة، ترافقت مع تعزيزات أمنية مشددة واستنفار في شوارع المدينة التاريخية، لا سيما في ظل مشاركة عدد كبير من نجوم السياسة والسينما والمال، من بينهم أوبرا وينفري وكيم كارداشيان وأورلاندو بلوم، بالإضافة إلى الملكة رانيا، وبيل غيتس، وإيفانكا ترامب وعائلتها. وتُقدّر كلفة حفل الزفاف، بحسب تقارير أوروبية، بما بين 7 و10 ملايين دولار، فيما تشير التقديرات إلى أن نحو 90 طائرة خاصة حطّت في مطاري فينيسيا وتريفيزو لنقل المدعوين.
ورغم الطابع الاحتفالي، قوبل الزفاف باحتجاجات متكررة من سكان المدينة ونشطاء البيئة والجماعات الطلابية، تحت شعار “لا مكان لبيزوس”. ورفع المحتجون لافتات في ساحة سان ماركو وفي القنوات المائية المجاورة، بينها لافتة كبيرة نُصبت بالتعاون مع منظمة “السلام الأخضر” كُتب عليها: “إذا كنت تستطيع استئجار فينيسيا لحفل زفافك، يمكنك دفع ضرائب أكثر”. كما طاف دمية تمثل بيزوس في إحدى القنوات في مشهد رمزي ضد ما وصفوه بـ”احتلال الأغنياء لمدينتهم”.
وعلّق الناشط أوليفييرو كاسارّا، أحد منظمي الحملة، بأن المشكلة ليست في جنسية بيزوس أو زواجه، بل في رمزية وجوده وسط مدينة تواجه أزمات سكن وسياحة مفرطة، في وقتٍ يتزايد فيه شعور السكان بالتهميش. وأضاف: “جيف بيزوس دعم دونالد ترامب ماليًا وسياسيًا، ما يجعله شريكًا في السياسات النيوليبرالية التي أثرت سلبًا على مدن مثل فينيسيا”.
وتحت ضغط المظاهرات واعتبارات أمنية إضافية بعد انخراط الولايات المتحدة في النزاع الإيراني الإسرائيلي، اضطر المنظمون إلى تغيير موقع الحفل من قاعة “سكولا غراندي ديلا ميسيريكورديا” إلى مجمع “الأرسينالي” العسكري المحصّن، في خطوة اعتبرها المحتجون “انتصارًا رمزيًا” على سطوة المال.
العروس لورين سانشيز بدت بدورها محط أنظار الكاميرات، إذ يُتوقع أن ترتدي 27 فستانًا مختلفًا خلال الأيام الثلاثة، صُممت على يد أسماء كبرى مثل أوسكار دي لا رينتا ودولتشي آند غابانا، بإشراف محررة الموضة العالمية آنا وينتور. أما قائمة الطعام، فقد بقيت طي الكتمان، وسط أنباء عن تولي طهاة حاصلين على نجوم ميشلان مهمة إعداد وجبات تتجاوز قيمتها ألف يورو للفرد.
الزفاف، الذي يأتي بعد نحو ست سنوات من طلاق بيزوس من زوجته السابقة ماكينزي سكوت، يفتح بابًا واسعًا للنقاش حول التداخل بين الثراء الفاحش والسياحة المُفرطة في مدن التراث الأوروبي. ففي مدينة مثل فينيسيا، التي لم يعد عدد سكانها الدائمين يتجاوز 48 ألف نسمة، يرى الكثيرون أن المناسبات الفخمة كهذه تمثل امتدادًا لتجريف المدينة من روحها الأصلية، وتحويلها إلى مجرد منصة احتفالات للأثرياء.