قمة الناتو تهمش أوكرانيا وتركز على appeasing ترامب amidst heightened Russian military actions

قمة الناتو تهمش أوكرانيا وتركز على appeasing ترامب amidst heightened Russian military actions

شهدت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا العام، والتي عُقدت في مدينة لاهاي الهولندية، تراجعًا واضحًا لأوكرانيا على جدول الأولويات، وسط تركيز ملحوظ على تهدئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هيمن حضوره على مجريات الاجتماع، ما أثار استياء كييف في ظل تصاعد الهجمات الروسية على أراضيها.

ورغم أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان العنوان الأبرز للقمتين السابقتين، غابت هذه المرة أي إشارة واضحة لانضمام كييف إلى الحلف، ولم يُحتفَ بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كما في الأعوام الماضية، في مشهد اعتبره مراقبون “إشارة قاتمة” لمستقبل الدعم الغربي لكييف.

وقالت الصحافية الأميركية كيم باركر، في تقرير موسّع نشرته نيويورك تايمز، إن القادة الأوروبيين بدوا منشغلين بإرضاء ترامب أكثر من أي شيء آخر، مشيرةً إلى أن الجميع حرص على تجنب الملفات الخلافية، بما في ذلك أوكرانيا.

وحتى زيلينسكي، المعروف بظهوره الدائم بالبزّة العسكرية، ارتدى بدلة سوداء خلال لقائه بترامب، في تنازل رمزي فُسِّر على أنه محاولة لتقريب المسافات. اللقاء الذي استمر 50 دقيقة، لم يسفر عن أي تعهدات واضحة من الجانب الأميركي بشأن السلام أو وقف إطلاق النار، وإن أشار ترامب إلى “احتمالية” إرسال مزيد من أنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” إلى أوكرانيا.

ويأتي التراجع في دعم أوكرانيا سياسيًا بعد سلسلة من التطورات الميدانية الدامية، حيث شنّت روسيا هجمات صاروخية مكثفة مؤخرًا، كان أعنفها الثلاثاء على مدينة دنيبرو، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة أكثر من 300 آخرين، وفقًا للسلطات الأوكرانية. كما سجّلت كييف مقتل عشرة مدنيين في هجوم آخر الإثنين، بينما أكدت الأمم المتحدة أن عدد الضحايا المدنيين خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 زاد بنسبة 50% مقارنة بالفترة نفسها من 2024.

وبينما تخترق القوات الروسية شرق أوكرانيا في هجوم صيفي يحرز تقدمًا ميدانيًا، يشعر الأوكرانيون أن الدعم الأميركي بدأ يتلاشى منذ تولي ترامب ولايته الثانية، إذ لم تُعلن واشنطن عن أي حزمة مساعدات عسكرية جديدة منذ أكثر من خمسة أشهر، مع قرب نفاد الدعم المخصص في عهد الرئيس السابق جو بايدن. في المقابل، تحاول الدول الأوروبية سدّ الفجوة، وتزيد أوكرانيا من إنتاجها العسكري، خاصة الطائرات المسيّرة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه الجهود لا تكفي لتعويض التراجع الأميركي.

وقالت ناتاليا بابيتش، وهي بائعة مأكولات سريعة في كييف:
“نحن نموت كل يوم، مدنيين وجنود. لا أعتقد أن أميركا ستساعدنا بعد الآن، لقد باتت مشغولة بإيران.”

وفي إشارة رمزية أخرى على تراجع الدعم، لم تُصدر قمة الناتو هذا العام أي بيان يدين هجوم روسيا على دنيبرو، رغم تسببه في دمار واسع شمل قرابة 50 مبنى سكنيًا و40 منشأة تعليمية وثماني منشآت طبية. فرنسا فقط دانت الهجوم بشكل منفرد، بينما اكتفى الأمين العام للحلف، مارك روته، بالتحذير من “استمرار التهديد الروسي”.

ولم يخفِ ترامب إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورفض مجددًا وصفه بالعدو، قائلًا في المؤتمر الصحفي الختامي:”إنه شخص أعتقد أنه ضل الطريق، لا أكثر.”

ورغم تأكيد روته دعم الحلف لمسار أوكرانيا “الذي لا رجعة فيه” نحو عضوية الناتو، إلا أن البيان الختامي خلا من أي ضمانات بهذا الشأن، واكتفى بالتأكيد على الالتزام المستمر بدعم كييف أمنيًا، وهي لهجة أقل وضوحًا من العام الماضي.

وفي مؤشر آخر على تغيّر الأولويات، غادر ترامب قمة مجموعة السبع في كندا مبكرًا بسبب تطورات النزاع الإيراني الإسرائيلي، وألغى حينها لقاءً كان مقررًا مع زيلينسكي. ورأى كثيرون في كييف أن الضربات الأميركية ضد منشآت إيرانية الأحد الماضي رسالة ضمنية بأن واشنطن بدأت تنسحب من ملف الحرب الأوكرانية.

النائب الأوكراني أولكسندر ميريجكو أعلن سحب ترشيحه السابق لترامب لجائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى ازدواجية في مواقف الرئيس الأميركي الذي اتخذ موقفًا حازمًا من إيران، لكنه لا يتخذ مواقف مماثلة تجاه بوتين.

وقال جندي أوكراني يدعى دانييلو ياكوفليف: “إذا سقطت كييف، فالدور قادم على دول مثل إستونيا ولاتفيا وبولندا. علينا أن نعتمد على أنفسنا أولًا، لكن يجب أن يفهم الجميع: إذا سقطت أوكرانيا، فربما لن تكون لهم فرصة للنجاة.”