إدمان الشاشات بين المراهقين مرتبط بمخاوف انتحارية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA، وأجراها باحثون من جامعتي وايل كورنيل كوليدج وجامعة كولومبيا، عن علاقة مقلقة بين الاستخدام الإدماني للشاشات وبين تدهور الصحة النفسية لدى المراهقين، تشمل التفكير في الانتحار ومحاولات تنفيذه.
الدراسة التي أجريت على أكثر من 4000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عامًا، أظهرت أن نحو ثلث المشاركين أصبحوا مدمنين بشكل متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، وربعهم مدمنين على استخدام الهواتف الذكية، بينما تجاوزت نسبة المدمنين على ألعاب الفيديو 40%.
وأوضح الباحثون أن الخطر لا يكمن فقط في الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة، بل في التحول السلوكي إلى نمط استخدام قهري، يظهر من خلال عدم القدرة على التوقف أو الشعور بالضيق عند الابتعاد عنها، وهي علامات مشابهة لما يشعر به مدمنو المواد الكيميائية.
كما بينت نتائج الدراسة أن الاستخدام المفرط كان مصحوبًا بارتفاع كبير في معدلات القلق والاكتئاب والسلوك العدواني، وأن 18% من المشاركين أبلغوا عن أفكار انتحارية، بينما أقدم 5% منهم على محاولات فعلية لتنفيذ هذه الأفكار.
وأكد الفريق البحثي أن الاكتفاء بتقليل ساعات استخدام الشاشات ليس كافيًا لحماية الصحة النفسية للمراهقين، بل يجب مراقبة الكيفية التي يُستخدم بها المحتوى الرقمي.
وأشاروا إلى أن الإفراط في الاعتماد على الحياة الافتراضية لتجنّب مشكلات الواقع هو مؤشر واضح على اضطرابات نفسية تحتاج إلى تدخل.
وخلصت الدراسة إلى أن إدمان الشاشات يمثل تهديدًا متزايدًا لصحة الأطفال والمراهقين النفسية، ويستلزم تعاونًا من الأهل والأطباء والمعلمين لرصد السلوكيات الإشكالية مبكرًا والتعامل معها بوعي قبل تفاقمها.