التهاب العصب الدهليزي: لحظة تفقد فيها الأرض استقرارها تحت خطواتك

الدكتور محمد عادل بسيوني – أخصائي أول جراحة الأنف والأذن والحنجرة وأورام الرأس والعنق
يشعر الإنسان في لحظةٍ مفاجئة، بأن الدنيا تدور من حوله، وقد لا يستطيع الوقوف أو حتى فتح عينيه دون أن يختل توازنه.
هذه ليست نوبة دوار عادية، بل قد تكون علامة على التهاب العصب الدهليزي، أحد الأسباب الشائعة للدوار الحاد المفاجئ.
التهاب العصب الدهليزي ليس مرضًا خطيرًا في الغالب، لكنه تجربة مزعجة ومخيفة للمريض.
التشخيص السريع والدقيق والعلاج المبكر يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في سرعة الشفاء.
ولأن التوازن نعمة لا نشعر بقيمتها إلا عندما نفقدها، فإن وعي المجتمع بهذه الحالات يساعد في تقليل القلق ويدعم المرضى في طريق التعافي.
ما هو التهاب العصب الدهليزي؟
التهاب يصيب العصب الدهليزي، وهو أحد الأعصاب المسؤولة عن التوازن في الأذن الداخلية، وعندما يلتهب هذا العصب، تتعطل الإشارات التي تنقل المعلومات حول حركة الرأس ووضعية الجسم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان مفاجئ للتوازن ودوخة شديدة.
الأعراض الرئيسية:
* دوار مفاجئ وشديد قد يستمر لعدة ساعات أو حتى أيام.
* غثيان وقيء.
* صعوبة في التوازن والمشي.
* حركات لا إرادية في العين (رأرأة).
* عدم وجود ضعف سمعي أو طنين، وهذا ما يميز التهاب العصب الدهليزي عن أمراض أخرى مشابهة مثل داء منيير.
ما أسبابه؟
غالبًا ما يرتبط التهاب العصب الدهليزي بعدوى فيروسية، خصوصًا بعد التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل الزكام أو الإنفلونزا.
يُعتقد أن الفيروس يهاجم العصب الدهليزي مباشرة أو يؤدي إلى التهاب ثانوي فيه.
ويعتمد التشخيص على، التاريخ المرضي المفصل، الفحص السريري خاصة فحص التوازن وحركات العين، استبعاد الأسباب الأخرى مثل السكتات الدماغية، عبر التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية في بعض الحالات.
العلاج والتعافي:
* الراحة التامة في الأيام الأولى.
* أدوية مضادة للدوخة والغثيان (مثل الميكليزين أو البروكلوربيرازين).
* الكورتيزون في بعض الحالات لتقليل الالتهاب.
* بعد انتهاء المرحلة الحادة، يُنصح بـ تمارين إعادة تأهيل التوازن (Vestibular Rehabilitation Therapy)، وهي تساعد الدماغ على التكيف واستعادة التوازن تدريجيًا.
مسار المرض
غالبًا ما يتحسن المريض تدريجيًا خلال أيام إلى أسابيع، لكن في بعض الحالات قد تستمر مشاكل التوازن لأشهر، مما يتطلب المتابعة المستمرة والعلاج الفيزيائي.