ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية عقب تراجع أسعار النفط

لم يؤد تدخل الولايات المتحدة المُفاجئ في حرب إسرائيل مع إيران إلا إلى تأثير طفيف على أسعار النفط وأسواق الأسهم العالمية اليوم الاثنين، على الأقل في الوقت الحالي، حيث تأمل الأسواق ألا ترد إيران بطريقة تُعطل تدفق النفط الخام العالمي، مما سيضر باقتصادات العالم، بل واقتصادها أيضًا.
وبعد تراجعه الطفيف في تعاملات الصباح ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7ر0% في تعاملات بعد الظهر عقب أسبوع شهدت فيه أسعار الأسهم تقلبات حادة وسط مخاوف من احتمال تصاعد الصراع. كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 269 نقطة، أي 6ر0%، بحلول الساعة الثانية ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 8ر0%.
وفي سوق النفط ارتفع سعر الخام بنسبة 4% بعد وقت قصير من بدء التداول ليلة الأحد، لكنه سرعان ما تراجع مع تحول التركيز من الهجوم الأمريكي إلى رد فعل إيران.
وبعد ارتفاعه اليوم، تراجع سعر برميل غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي بنسبة 1ر6% ليصل إلى 34ر69 دولارًا وانخفض سعر خام برنت، القياسي للنفط الدولي بنسبة 3ر5% ليصل إلى 50ر71 دولارًا للبرميل.
ولا تزال الأسعار أعلى مما كانت عليه قبل بدء القتال قبل أكثر من أسبوع بقليل، عندما كان سعر برميل النفط الأمريكي القياسي يقترب من 68 دولار.
وتسارع تراجع أسعار النفط بشدة اليوم بعد إعلان إيران قصف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر. وقالت إيران أنها أطلقت نفس عدد القنابل التي قصفت بها الولايات المتحدة مواقعها النووية أمس، وهو ما يمكن أن يكون إشارة إلى رغبة إيران في خفض التصعيد من الولايات المتحدة.
كان الهاجس السائد طوال الوقت هو أن حربًا متفاقمة قد تضغط على إمدادات النفط العالمية، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الخام والمنتجات النفطية المختلفة. ولا تأتي هذه المخاوف لآن إيران منتجا رئيسيا للخام، ولكن بسبب احتمال قيامها بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.
جاء هدوء سوق النفط في الوقت الذي قال فيه العديد من المحللين إن إيران لن تغلق الممر المائي على الأرجح. تستخدم إيران المضيق لنقل نفطها الخام، ومعظمه إلى الصين، وهي بحاجة إلى الإيرادات التي تجنيها من مبيعات النفط هذه.
قال توم كلوزا، كبير محللي السوق في شركة تيرنر ماسون وشركاه إنه يستبعد قيام إيران بغلق المضيق لأنها ستتضرر منه بشدة وستكون كمن يطبق مبدأ “الأرض المحروقة”.