ارتفاع تكلفة التأمين البحري بسبب التوترات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط

أفادت مصادر في قطاع التأمين أن تكلفة تأمين الشحنات المتجهة إلى الشرق الأوسط قد تضاعفت خلال الأسبوع الأخير، مع تصاعد الضربات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، بما في ذلك الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأميركية في قطر.
ووفقًا لما نقلته وكالة رويترز ومنصة The Insurer، ارتفعت أقساط تأمين المخاطر الحربية على السفن المتجهة إلى منطقة الخليج إلى 0.5% من قيمة الشحنة، مقارنة بـ 0.2-0.3% فقط قبل أسبوع، وذلك في ظل تصاعد المخاوف بشأن أمن مضيق هرمز، الممر البحري الحاسم الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية.
تكاليف إضافية يومية بمئات آلاف الدولارات
وتعني هذه الزيادة أن الرحلات البحرية التي تستغرق 7 أيام ستتحمل تكاليف إضافية تُقدّر بعشرات الآلاف من الدولارات يوميًا، بحسب القيمة السوقية للسفن. وقد ارتفعت أيضًا أسعار شحن ناقلات النفط العملاقة (التي تنقل نحو 2 مليون برميل)، متجاوزة 60 ألف دولار يوميًا، أي أكثر من ضعف المعدل الأسبوعي السابق.
وقال ديفيد سميث، رئيس قطاع التأمين البحري بشركة “ماكغيل وشركاه”: “الوضع متغير باستمرار، ويتم تقييم الأسعار بناءً على ظروف الرحلات وحجم الخطر”.
تاريخ من التصعيد في البحر الأحمر والخليج
وتشير بيانات القطاع إلى أن أقساط التأمين في الخليج ظلت قريبة من 0.3% لعدة أشهر، بينما قفزت في البحر الأحمر إلى 1% في 2024 عقب هجمات نفذها الحوثيون ضد سفن تجارية، دعمًا للفلسطينيين في غزة. كما شهدت الموانئ الإسرائيلية مؤخرًا ارتفاعًا في تأمين المخاطر الحربية إلى نفس النسبة تقريبًا.
ورغم هذا التصعيد، قررت سوق التأمين البحري في لندن في 18 يونيو الجاري عدم توسيع نطاق المناطق المصنفة عالية المخاطر في الخليج، مشيرةً إلى أن السفن التي تعبر أغلب مياه المنطقة تُلزم بالفعل بإخطار شركات التأمين لتقييم المخاطر بشكل منفصل لكل رحلة.
وقال نيل روبرتس، أمين اللجنة المشتركة للحرب التابعة لسوق لويدز: “لم تُعدّل المناطق المدرجة، لأن السفن العابرة لمياه الشرق الأوسط تخضع مسبقًا لتقييمات فردية من قبل شركات التأمين”.