بنما توقف خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة لمواجهة الاحتجاجات

أعلن الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، يوم الجمعة، حالة الطوارئ في مقاطعة بوكاس ديل تورو، معلّقًا حرية التجمع والحركة، بعد احتجاجات عنيفة أغلقت الطرق وألحقت أضراراً بالمطار والمنشآت العامة والخاصة.
وبموجب مرسوم الطوارئ، قررت الهيئة الوطنية للخدمات العامة قطع خدمات الهاتف المحمول والإنترنت المنزلي مؤقتاً في المقاطعة حتى 25 يونيو، بحسب ما جاء في بيان نُشر عبر منصة “إكس”.
واستُثني من القرار المؤسسات الصحية والهيئات الحكومية وبعض الشركات التي ما زال يُسمح لها باستخدام الإنترنت.
ويأتي هذا القرار بعد نحو شهرين من اندلاع احتجاجات شعبية واسعة في المنطقة، التي تُعدّ مركزًا حيويًا لإنتاج الموز، احتجاجاً على إصلاحات مثيرة للجدل في نظام التقاعد، دفعت عمال شركة “تشيكيتا” الأميركية العملاقة للإضراب أواخر أبريل الماضي.
وردّت الشركة بفصل آلاف العمال، ما أجّج غضب الشارع وزاد من حدّة التوترات.
وقد تحولت المظاهرات إلى أعمال شغب وعنف يوم الخميس في مدينة تشانغينولا، حيث أقدم ملثمون على نهب متاجر وإشعال النيران جزئياً في ملعب بيسبول كان يتواجد فيه رجال شرطة، وفقاً لما أعلنته السلطات.
وأسفرت المواجهات عن مقتل شخص، وإصابة العشرات بينهم 13 عنصراً من الشرطة، إضافة إلى اعتقال أكثر من 100 متظاهر.
وعلى الرغم من إعلان نقابات مزارعي الموز تعليق احتجاجاتهم الأسبوع الماضي لتفادي المزيد من عمليات التسريح، إلا أن نقابات أخرى ومجموعات شعبية تمسّكت بمواصلة الاعتصام وإغلاق الطرق.
وتواجه حكومة مولينو ضغوطاً شعبية متصاعدة، ليس فقط بسبب ملف التقاعد، بل أيضاً على خلفية اتفاق أمني مثير للجدل وُقِّع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أبريل الماضي، يُتيح للقوات الأميركية التمركز في قواعد على طول قناة بنما، ما أثار احتجاجات واسعة.
في السياق ذاته، أصدرت السفارة الأميركية في بنما تحذيراً أمنياً مساء الجمعة، نصحت فيه موظفيها بعدم السفر إلى منطقة بوكاس ديل تورو “حتى إشعار آخر”، في ظل التوترات القائمة.