استعادة اليخت الفاخر “بايزيان” بعد غرقه الغامض قرب سواحل صقلية

بعد نحو عشرة أشهر على غرقه المأساوي، عاد هيكل اليخت الفاخر “بايزيان” إلى سطح البحر الأبيض المتوسط، بعدما انتشلته رافعات بحرية قبالة سواحل صقلية الإيطالية، في مشهد قد يحمل إجابات على لغز أودى بحياة سبعة أشخاص.
اليخت الذي بلغت قيمته 40 مليون دولار، ويملكه رجل الأعمال البريطاني الشهير في قطاع التكنولوجيا مايكل لينش، غرق في أغسطس الماضي خلال عاصفة، رغم أن الشركة المصنعة وصفته سابقًا بـ”غير القابل للغرق”. في الوقت ذاته، نجا قارب سحب قديم كان راسيًا في نفس الخليج.
المأساة خلّفت حزنًا عميقًا لدى أسر الضحايا الذين شملوا لينش، وابنته المراهقة هانا، وأربعة من أصدقائه بينهم محامٍ بارز وزوجته، إضافة إلى طباخ القارب.
وتعمل فرق التحقيق البريطانية والإيطالية على كشف ملابسات الحادث الذي لا تزال أسبابه غامضة. وتشير نتائج تحقيق أولي أجرته السلطات البحرية البريطانية إلى أن اليخت ربما تعرض لانقلاب بسبب عاصفة مفاجئة ورياح شديدة، وأشارت إلى أن الصاري العملاق لليخت – الذي يعد من الأطول في العالم – ربما جعله أكثر عرضة للانقلاب.
وكانت ست جثث من الضحايا السبعة قد عُثر عليها داخل هيكل اليخت الذي رُفع جزئيًا يوم الجمعة، وظهرت معه أجزاء من السطح وبعض الفتحات والحواجز المعدنية، بعدما ظل راقدًا على جانبه الأيمن على عمق يزيد عن 50 مترًا.
وأوضحت شركة “TMC Marine” المشرفة على عملية الانتشال، أن الصاري الضخم أُزيل يوم الثلاثاء، وأن العملية ستكتمل السبت بإخراج كامل الهيكل من المياه وتفريغه من مياه البحر.
ولا يهدف الانتشال فقط لدعم التحقيقات الجارية، بل أيضًا لحماية البيئة، إذ يقع الحطام داخل محمية بحرية طبيعية.
وبحسب التقرير البريطاني، فإن فحص الحطام بعد انتشاله سيكون ضروريًا لفهم الحالة الفعلية التي أدت إلى الغرق. ويبقى السؤال المحوري: كيف امتلأ اليخت بالمياه بهذه السرعة؟ إذ أفاد أحد الناجين من الطاقم بأن السفينة غرقت خلال دقيقتين فقط، ما حال دون تمكن بعض الركاب من الهرب من المقصورة السفلية.
ومن المنتظر أن يتضمن التحقيق فحص مسارات الخروج وتصميم المقصورات وحالة قوارب النجاة.
وتُقدر تكلفة عملية الانتشال والتحقيقات المرتبطة بها بعشرات الملايين من الدولارات، ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات عدة أشهر مقبلة.