فولكسفاجن تُدشن أول خدمة روبرتس تكسى لأوبر في لوس أنجلوس في 2026

في خطوة تعكس طموحها في دخول سوق التنقل الذاتي بقوة، كشفت شركة فولكسفاغن عن نموذج إنتاجي من مركبتها الكهربائية الذاتية القيادة “ID. Buzz AD”، وهو إصدار حديث مستوحى من حافلتها الكلاسيكية الشهيرة. ومن المقرر أن يبدأ تسليم أول 500 مركبة من هذا الروبوتاكسي إلى شركة “أوبر” في مدينة لوس أنجلوس خلال عام 2026، ضمن صفقة قد تمتد لاحقًا إلى عشرة آلاف مركبة.
تأتي هذه المبادرة في وقت انسحبت فيه كبرى شركات صناعة السيارات مثل جنرال موتورز وفورد من سباق المركبات الذاتية القيادة، بعد سنوات من الإنفاق الضخم دون تحقيق أرباح تُذكر. لكن فولكسفاغن، من خلال شراكتها الاستراتيجية مع “موبايل آي” التابعة لإنتل، ترى في هذا القطاع فرصة مستقبلية ضخمة، متوقعة أن تصل قيمة سوق التنقل الذاتي إلى 450 مليار يورو بحلول عام 2035.
السيارة الجديدة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات خدمات النقل التشاركي، إذ تتميز بمقصورة فسيحة تتسع لأربعة ركاب وحقائبهم، ما يجعلها مثالية للرحلات العائلية، مثل التوجه إلى المطار. تفتح أبوابها الجانبية أوتوماتيكيًا لتسهيل الصعود والنزول، خاصة في الأماكن الضيقة، متجنبة المشكلات التي قد تسببها الأبواب التقليدية.
من الناحية التقنية، تتمتع المركبة بمجموعة متقدمة من أجهزة الاستشعار تشمل 8 وحدات “ليدار”، و13 كاميرا، و5 رادارات، إلى جانب ماسحات ليزر مدمجة في تصميم السيارة دون تشويه المظهر الخارجي. هذا النظام يُمكّن المركبة من القيادة الذاتية بسرعة تصل إلى 120 كيلومترًا في الساعة، حتى في ظروف جوية صعبة.
ورغم تشابه المشروع من حيث الهدف مع ما تطوّره شركات مثل Waymo وTesla، إلا أن فولكسفاغن لا تنوي تشغيل هذه المركبات بنفسها، بل تتبع نموذج “العلامة البيضاء” من خلال بيع المركبات وأنظمة التشغيل إلى مشغلين مثل “أوبر”، الذين يتكفلون بإدارة الأسطول. وتوفر فولكسفاغن أيضًا حزمة متكاملة تشمل برنامجًا لإدارة المركبات، ومنصة حجز رقمية قابلة للتخصيص، وتدريبًا لفِرق التشغيل.
المركبة تعتمد على شرائح “EyeQ6” من موبايل آي، وهي ذاتها المستخدمة في سيارات أودي وبورش، ما يسهّل التصنيع واسع النطاق ويقلل التكاليف. وميزة استخدام هذه الشرائح على نطاق صناعي أنها تُحدَّث باستمرار عبر “ذكاء السرب” الذي يتيح للأنظمة تعلم الطريق من مئات الآلاف من المركبات الأخرى على الطريق.
ويُنتظر أن تدمج هذه المركبات ضمن خطوط الإنتاج الحالية في مصانع فولكسفاغن دون الحاجة إلى خطوط جديدة، مما يخفف من المخاطر المالية في حال تأخر تبني السوق لهذا النوع من التكنولوجيا. وفي ظل التحديات التنظيمية التي تواجه اعتماد الروبوتاكسي عالميًا، تسعى فولكسفاغن لتوفير حل تقني متكامل يمكن لأي شركة مشغلة أن تدمجه بسهولة، دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية أو تطوير البرمجيات.