تعليمات تربوية (6)

تعليمات تربوية (6)

نواف بن توفيق العبيد – باحث تربوي

التربية عمليةٌ تكاملية لا يمكن أن يقوم بها فردٌ واحد داخل الأسرة، بل لا بد من تكامل الأدوار وتوزيع المهام بين جميع أفرادها للوصول إلى تربية فاعلة وناجحة بكل المقاييس، ويتضح هذا جليًا عندما يتحمل كل فرد في الأسرة مسؤولية داخل الأسرة حتى لا يتم إلقاء عبء التربية بالكامل على كاهل الأب أو الأم فقط.

بل لابد من إشراك الأبناء في تولّي بعض المهام الأسرية بما يتناسب مع أعمارهم وقدراتهم وطبيعتهم فعندما أسترجع مشاهداتي خلال الإجازة الصيفية لدى كثير من الأسر أجد أن كثيرًا من الأبناء يقضون أوقاتهم في السهر والنوم أغلب أيام الإجازة، حتى أصبح السهر حق مشروع لهم لا يكتفون به إلى الفجر بل إلى الظهر أحياناً فيفقدون حماسهم ونشاطهم ويتكلون على غيرهم مما يؤدي إلى التعود على الكسل والاتكالية ونشئ المشكلات المجتمعية.

وهذه ولا شك تربية غير فعّالة تُنتج جيلًا يعتمد على غيره ولا يبالي بتحمُّل المسؤوليات لذلك على رب الأسرة إدراك أهمية توزيع الأدوار فيتولى الأبناء والبنات جزءًا من المهام الأسرية ويُحاسَبون ويُكافَؤون بناءً على مدى التزامهم بها لأن بهذه الطريقة نُسهم في تنشئة جيل قادر على تحمل المسؤولية بعد انتهاء المراحل الدراسية وانخراطه في الحياة المهنية.

فيجب أن لا نتغافل عن هذا الجانب التربوي المهم حتى لا يتكون لدينا أجيال اتكالية لا يهمّها سوى شؤونها الخاصة ولا تتحمّل مسؤولية من حولها ولهذا فإن نجاح التربية مرتبط بتكامل الأدوار وتوزيع المهام داخل الأسرة.