ضرب الكرة بالرأس: تهديد خفي للدماغ

كشفت دراسة أسترالية حديثة عن وجود تأثيرات فسيولوجية ملحوظة لضرب الكرة بالرأس في رياضة كرة القدم، حتى عند عدم ظهور أعراض إدراكية واضحة.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة Sports Medicine – Open، أن هذه الضربات قد تؤدي إلى تغيّرات كيميائية وانخفاض في التوصيل الكهربائي للدماغ.
أُجريت الدراسة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي “MRI”، لتكون بذلك أول تجربة عشوائية مُحكمة تقيس تأثير ضرب الكرة بالرأس بهذه التقنية الدقيقة.
وأوضحت النتائج وجود تغيّرات في منطقة التحكم الحركي في الدماغ، إضافة إلى تأثيرات في انتقال المعلومات عبر المادة البيضاء، وهي الألياف العصبية التي تربط بين مناطق الدماغ المختلفة.
كما كشف التحليل البيولوجي لعينات الدم عن ارتفاع في مستويات بروتينَي GFAP وNFL، وهما من أبرز المؤشرات الحيوية التي ترتبط بإصابات الدماغ وخطر الإصابة بالخرف على المدى الطويل.
وقال الدكتور ناثان ديلانغ، الباحث الرئيسي من جامعة كوينزلاند: “تشير هذه النتائج إلى أن ضرب الكرة بالرأس قد يُحدث خللاً دقيقاً في خلايا الدماغ، حتى في غياب أعراض سريرية فورية”.
وأضاف أن الأهمية طويلة الأجل لهذه التغيرات لا تزال غير واضحة، لكنها تستدعي مزيدًا من البحث.
شارك في الدراسة 15 لاعب كرة قدم بالغاً، خضعوا لتقييمات بعد تنفيذ 20 ضربة رأسية خلال فترة قصيرة. وبمساعدة مركز NeuRA لأبحاث علوم الأعصاب في أستراليا، تم رصد تغيّرات في بنية الدماغ وتركيبه الكيميائي ووظائفه الإدراكية.
من جانبها، شددت الدكتورة دانييل مكارتني، المشاركة في إعداد الدراسة من جامعة سيدني، على ضرورة الحذر من الضربات المتكررة للرأس أثناء التدريب، حتى إن لم تُظهر آثاراً فورية، مؤكدة على أهمية استكشاف ما إذا كانت هذه التغيرات تتراكم مع الوقت وتؤثر على صحة اللاعبين في المستقبل.