“سدايا”: توقعات ببلوغ إنفاق الذكاء الاصطناعي التوليدي 202 مليار دولار في عام 2028

أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” تقريرًا جديدًا بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي.. آفاق واعدة لمستقبل أفضل”، تناول أبرز التحولات العالمية المتسارعة في هذا المجال، واستعرض الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي يتيحها، إلى جانب التحديات المرتبطة به وحجم الإنفاق المتوقع عليه خلال السنوات المقبلة.
ويأتي التقرير في وقت يشهد فيه العالم ثورة تقنية متسارعة، أسهمت في ظهور ابتكارات نوعية غيّرت نماذج الأعمال التقليدية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح عنصرًا محوريًا في ممارسات الأفراد والمؤسسات والحكومات، لما يوفره من قدرات عالية في محاكاة الذكاء البشري وأداء المهام المعقدة والروتينية، بدءًا من أتمتة العمليات، مرورًا بتحسين الجودة، وانتهاءً بزيادة الإنتاجية.
وسلط التقرير الضوء على الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بوصفه أحد فروع الذكاء الاصطناعي القادرة على إنتاج محتوى جديد استنادًا إلى بيانات ضخمة، مثل النصوص والصور والمقاطع الصوتية والمرئية والبرمجيات وتسلسلات البروتين. ويتميز هذا النوع بقدرته على أداء مهام إبداعية أكثر تعقيدًا مقارنةً بالذكاء الاصطناعي التقليدي، الذي يركز على التنبؤات والتصنيفات وتقديم التوصيات.
وأشار التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُسهم بشكل كبير في خفض التكاليف التشغيلية بنسبة قد تصل إلى 30% أو أكثر، بحسب تقديرات شركة “ديلويت”، بفضل أتمتة عدد من الوظائف والمهام. كما بيّنت دراسة استقصائية لشركة “ماكنزي” شملت أكثر من 1300 شركة أن إدارات الموارد البشرية حققت وفورات تتراوح بين 10% و37%، في حين سجلت إدارات سلاسل الإمداد زيادة في الأرباح تجاوزت 6% في بعض الحالات.
وبحسب تقرير صادر عن شركة IDC عام 2024، يُتوقع أن يبلغ الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي نحو 202 مليار دولار (758.7 مليار ريال سعودي) بحلول عام 2028، أي ما يعادل 32% من مجمل الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، والمقدّر بـ632 مليار دولار (2.4 تريليون ريال سعودي).
وعلى مستوى الخليج العربي، أظهرت دراسة لماكنزي شملت 140 جهة حكومية وخاصة أن 75% من هذه الجهات تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال واحد على الأقل، خاصة في قطاعات المبيعات والتسويق والهندسة البرمجية. كما أوضحت النتائج أن 57% من تلك الجهات تخصص 5% من ميزانياتها الرقمية لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي، فيما وضعت نصفها خططًا واضحة لتوسيع استخدامه.
وتوقعت الدراسة أن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثير جوهري على مستقبل الأعمال والاقتصادات المحلية والعالمية، وأن تتسارع وتيرة تبنّيه بشكل لافت، حيث يُتوقع أن تعتمد 80% من المؤسسات تقنياته بحلول عام 2026، وأن تستخدم أكثر من 100 مليون شخص روبوتات مدعومة بهذه التقنية كمساعدين شخصيين، في ظل سعي متزايد لتطوير استراتيجيات لاختبار التطبيقات المستقبلية.
ويأتي إصدار التقرير في إطار جهود “سدايا” لنشر المعرفة التخصصية وتعزيز الوعي المجتمعي والتقني بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما يسهم في مواكبة التحولات العالمية في هذا المجال الحيوي.