الذكاء الاصطناعي يدعم الابتكار الرقمي بين الشباب السعودي

الذكاء الاصطناعي يدعم الابتكار الرقمي بين الشباب السعودي

تشهد ريادة الأعمال في السعودية تحوّلاً نوعيًا تقوده التقنيات الحديثة، حيث بات الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية البسيطة عوامل تمكين رئيسية للجيل الجديد من رواد الأعمال، لا سيما في المراحل المبكرة من إطلاق المشاريع الصغيرة.

ففي ظل التحول الرقمي المتسارع، لم تعد مواقع الإنترنت نقطة الانطلاق الوحيدة لبدء الأعمال التجارية، إذ يتجه العديد من الشباب السعوديين اليوم إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، تيك توك وواتساب لإطلاق مشروعاتهم، محولين هذه المنصات من وسائل تواصل إلى أدوات للبيع المباشر.

وقالت سيلينا بيبر، نائبة رئيس الأسواق الدولية في شركة GoDaddy الأمريكية المتخصصة في خدمات استضافة المواقع، لصحيفة “عرب نيوز”: “الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل مستقبل الأعمال، وعند دمجه مع التسويق الرقمي، تكون النتائج فعّالة ومغيّرة للعبة”.

وبيّنت نتائج مسح ريادة الأعمال العالمي 2025 الصادر عن GoDaddy أن 22% من أصحاب المشاريع الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يديرون أعمالهم بشكل أساسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس صعود أهمية التجارة الاجتماعية، خصوصًا لأصحاب المشاريع الفردية أو العاملين بدوام جزئي.

لكن هذه الاستراتيجية الرقمية القائمة على الشبكات الاجتماعية لا تخلو من التحديات. فبرغم ما توفره من وصول سهل للجمهور، فإنها تحرم أصحاب الأعمال من السيطرة الكاملة، وتعتمد على خوارزميات المنصات التي قد تتغير فجأة، مما يؤثر على المبيعات. كما أن المستخدمين غالبًا ما يبحثون عن مؤشرات إضافية للثقة قبل إتمام الشراء، كوجود موقع إلكتروني رسمي، وهو ما تؤكده دراسة Checkout للعام 2024، حيث أشار 73% من المتسوقين عبر الإنترنت في المنطقة إلى أنهم يثقون أكثر في المتاجر التي تمتلك مواقع إلكترونية.

في المقابل، ظهرت أدوات رقمية جديدة لدعم رواد الأعمال الناشئين، مثل “المواقع الصغيرة” المخصصة للعلامات التجارية، وروابط ذكية لتسهيل الوصول، ودعم إنشاء كتالوجات المنتجات، وكلها أدوات لا تتطلب معرفة تقنية عميقة وتساهم في بناء حضور احترافي على الإنترنت.

ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متناميًا في تسريع هذه العملية، إذ يساعد في صياغة وصف المنتجات، وتحديد الأسعار، وإدارة التفاعل مع العملاء بشكل آلي، مما يوفر وقتًا وجهدًا كبيرين. وتشير بيانات داخلية إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على توفير ما يصل إلى 10 ساعات أسبوعيًا لأصحاب المشاريع الصغيرة، وهي ميزة حيوية لمن يواجهون ضغوطًا زمنية وموارد محدودة.

وفي السعودية، برز هذا التحول بشكل لافت، ففي عام 2023، وقّعت GoDaddy اتفاقية شراكة مع “منشآت” – الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة – لتقديم التدريب والأدوات الرقمية لرواد الأعمال المحليين، وذلك ضمن فعاليات منتدى “بيبان 23” في الرياض.

وتهدف هذه الشراكة إلى تمكين السعوديين من بناء حضورهم الرقمي من خلال ورش عمل، دورات تدريبية، ودعم محتوى يعرض قصص نجاح محلية، فضلًا عن إطلاق مسرّعة أعمال مخصصة.

وأكدت بيبر: “من الملهم أن نرى رواد الأعمال السعوديين يعتنقون التكنولوجيا بثقة، ويسيرون نحو مستقبل رقمي بخطى ثابتة”.

ورغم قوة وسائل التواصل في بناء العلاقات مع العملاء، إلا أن النمو طويل الأجل يتطلب حضورًا رقميًا أكثر استدامة واستقلالية. فوجود موقع إلكتروني مخصص، إلى جانب أدوات مثل Show in Bio من GoDaddy، يعزز المصداقية ويمنح العملاء شعورًا بالأمان لا توفره الحسابات الاجتماعية وحدها، خاصة مع تنامي ظاهرة الحسابات المزيفة على الإنترنت.

وبينما ينطلق كثير من رواد الأعمال من الشبكات الاجتماعية، فإن الوعي المتزايد بأهمية الاستقلال الرقمي يدفعهم نحو أدوات تضمن التحكم والتميّز وتوسيع العلامة التجارية.

واختتمت بيبر بالقول: “GoDaddy تواصل دعم رواد الأعمال عبر أدوات قوية وبأسعار مناسبة تساعدهم على الارتقاء بتسويقهم وتحقيق نجاح فعلي. ومع مزيج صحيح من الذكاء الاصطناعي والتقنيات المبسطة، فإن تحويل مشروع جانبي إلى عمل ناجح طويل الأجل أصبح أكثر واقعية من أي وقت مضى”.