صندوق النقد: أهمية تكامل السوق الأوروبية لمواجهة التحديات

تراجعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو خلال الأسبوع الجاري، في ظل تصاعد النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل لليوم الثامن على التوالي، حيث أثرت المخاوف الجيوسياسية وتوقعات التدخل الأمريكي على توجهات المستثمرين، وقللت من القلق بشأن التضخم.
وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يدرس اتخاذ قرار بشأن التدخل في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين، وهو ما اعتبرته الأسواق ضغطاً إضافياً على طهران قد يدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي سياق ذلك، انخفض العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات – التي تُعد المؤشر المرجعي لعوائد منطقة اليورو – بمقدار 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.49%، ويتجه لتسجيل تراجع أسبوعي بنحو 4.5 نقطة أساس.
كما تراجع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، والتي تعكس عادة توقعات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، بمقدار 1.5 نقطة أساس ليستقر عند 1.83%.
وفي المقابل، ازدادت الفجوة بين العوائد على السندات الألمانية «الآمنة» ونظيراتها الصادرة عن دول مرتفعة المديونية مثل إيطاليا وفرنسا، في ظل إحجام المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية.
وانخفض العائد على السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات بمقدار 4.5 نقاط أساس ليبلغ 3.50%، في حين سجّلت الفجوة بين العائد الإيطالي والألماني – وهو مؤشر يُستخدم لقياس مدى المخاطر المرتبطة بالدين الإيطالي – أكبر اتساع أسبوعي منذ عام، رغم تراجعها اليوم الجمعة إلى 100 نقطة أساس.
وبحسب تسعير الأسواق المالية، يُتوقع أن يبلغ سعر الفائدة على تسهيلات الإيداع لدى البنك المركزي الأوروبي 1.77% بحلول ديسمبر المقبل، مقارنة بتوقعات سابقة بلغت 1.75% الأسبوع الماضي.
ويُرجح أن تبقى تقلبات أسواق السندات الأوروبية قائمة في ظل استمرار التصعيد العسكري وتزايد احتمالات التدخل الأمريكي المباشر، مما يعزز توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة ويُبقي العوائد تحت الضغط.