الاتحاد الأوروبي يحظر على الصين التنافس في عطاءات الأجهزة الطبية

أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الجمعة، عن قرار يقضي بمنع الشركات الصينية من المشاركة في المناقصات العامة للأجهزة الطبية داخل الاتحاد الأوروبي، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها ضمن “أداة المشتريات الدولية” التي دخلت حيز التنفيذ عام 2022، وتهدف إلى ضمان مبدأ المعاملة بالمثل في الوصول إلى الأسواق بين الاتحاد وشركائه التجاريين.
يأتي هذا القرار بعد أن خلصت المفوضية إلى أن الشركات الأوروبية لا تحظى بفرص عادلة للدخول إلى السوق الصينية، خاصة في قطاع الأجهزة الطبية.
وتشير التقديرات إلى أن قيمة سوق التكنولوجيا الطبية داخل الاتحاد الأوروبي بلغت نحو 150 مليار يورو في عام 2023، شكلت المشتريات العامة منها ما نسبته 70%.
ويشمل الحظر الجديد العقود التي تزيد قيمتها على 5 ملايين يورو، والتي تمثل نحو 4% من إجمالي المناقصات العامة، لكنها تغطي ما يقرب من 60% من القيمة الإجمالية للعقود في هذا القطاع.
وأوضح مسؤولون أوروبيون أن العطاءات الناجحة مستقبلاً يجب أن تضمن ألّا تتجاوز نسبة المنتجات المصنعة في الصين 50%، مع استثناء الحالات التي لا يتوفر فيها موردون بديلون.
ومن المتوقع أن تشمل القيود الأوروبية مجموعة من الأجهزة، من بينها معدات التصوير الطبي، والأطراف الصناعية، والملابس الطبية.
وقد حظيت هذه الإجراءات بتأييد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من الشهر الجاري.
في المقابل، انتقدت وزارة التجارة الصينية هذه الخطوة ووصفتها بأنها “إجراء حمائي”، داعية الاتحاد الأوروبي إلى التحلي بالعدالة والشفافية، والعمل على تسوية الخلافات من خلال الحوار والتعاون.
كما أكدت المفوضية الأوروبية أن بكين لم تقدم حتى الآن أي مقترحات لمعالجة الخلل القائم في الوصول إلى الأسواق.
وتأتي هذه القيود وسط تصاعد التوترات بين بروكسل وبكين، خاصة في أعقاب فرض رسوم جمركية أوروبية على السيارات الكهربائية الصينية، ورد الصين بإجراءات استهدفت منتجات أوروبية مثل مشروب البراندي، فضلاً عن قيودها على تصدير المعادن النادرة.
ومن المقرر عقد قمة رفيعة المستوى بين الاتحاد الأوروبي والصين في يوليو المقبل لمناقشة هذه الملفات الخلافية.