هل ستصمد بيتكوين إذا تدخلت أمريكا في صراع إيران وإسرائيل؟

هل ستصمد بيتكوين إذا تدخلت أمريكا في صراع إيران وإسرائيل؟

رغم اشتداد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتحديدًا مع دخول الحرب بين إيران وإسرائيل يومها السادس، وتهديدات أميركية بالتدخل العسكري، حافظت عملة بيتكوين على تماسكها فوق مستوى 100 ألف دولار، وظلت تتحرك ضمن نطاق يتراوح بين 100 و110 آلاف دولار. لكن مستقبلها يبقى محفوفًا بالضبابية في ظل احتمال اتساع رقعة النزاع.

صدمة تضخم محتملة تهدد الأسواق الخطرة

في تقرير حديث، حذرت شركة QCP Capital، وهي منصة تداول عملات رقمية مقرها سنغافورة، من أن بيتكوين تواجه “مخاطر مزدوجة الذيل” ناجمة عن الحرب والتضخم معًا، لاسيما إذا تطورت الحرب إلى إغلاق أو تعطيل مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية لشحن النفط عالميًا.

وقالت الشركة: “إذا شعرت طهران بأنها محاصرة، فإن تعطيل أو فرض حصار كامل على مضيق هرمز سيصبح خطرًا جديًا، ما قد يؤدي إلى موجة تضخمية جديدة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي أصلًا من ضغوط كبرى”.

وفي 17 يونيو، أشارت QCP إلى أن أي تدخل أميركي مباشر في الحرب من شأنه أن يدفع المستثمرين إلى التحوّل نحو الأصول الآمنة، في ما يُعرف بحركة “الابتعاد عن المخاطر” (Risk-off).

ويزيد من المخاوف ما تردد عن لهجة تصعيدية للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يطالب باستسلام إيراني “غير مشروط”، دون أن تظهر حتى الآن بوادر لتسوية دبلوماسية. كما تشير التقارير إلى تحركات واسعة للمعدات العسكرية الأميركية باتجاه الشرق الأوسط، وسط حالة تأهب قصوى.

وبحسب منصة التوقعات “Polymarket”، فإن احتمالية تدخل واشنطن في الحرب قبل نهاية يونيو تجاوزت 60%، وقفزت إلى 90% بحلول أغسطس – ما يعكس توقعات قوية بانخراط أميركي قريب.

إلى أين تتجه بيتكوين؟ هل تُعد ملاذًا آمنًا؟

في ظل هذا المشهد القاتم، تبرز تساؤلات حول مصير بيتكوين: هل ستتصرف كأصل تحوّطي في أوقات الحرب والتضخم، أم ستسلك مسار الأسهم الحساسة للمخاطر الاقتصادية؟

تشير بيانات QCP إلى أن النزاع قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى تأجيل خفض الفائدة المقرر في النصف الثاني من العام. وقال التقرير: “نتوقع أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع، مع اعتماد نبرة تميل للتشدد. ورغم أن الأسواق تسعر حاليًا خفضين للفائدة خلال 2025، فإننا نرجح أن يُلمح الفيدرالي إلى خفض واحد فقط”.

مثل هذا السيناريو قد يُضعف بيتكوين وغيرها من الأصول الخطرة، خصوصًا في حال ارتفاع التضخم وتراجع شهية المخاطرة.

أداء بيتكوين: أقرب للأسهم منه للذهب

رغم ما يُشاع عن كون بيتكوين “ملاذًا رقميًا آمنًا”، إلا أن سلوكها خلال الأزمة الحالية أقرب إلى سلوك الأسهم، وليس الذهب. فوفقًا لمؤشر الارتباط بيرسون، ترتبط بيتكوين إيجابيًا بمؤشر “ناسداك” بنسبة +0.61، وسلبيًا مع الذهب بنسبة -0.07، ما يجعلها أقرب إلى أسهم التكنولوجيا مرتفعة المخاطر، بدلًا من أن تكون أداة تحوّط تقليدية.

رهانات السوق: تفاؤل قصير المدى ومخاوف بعيدة

في أسواق الخيارات، تُظهر البيانات أن هناك تفاؤلًا بين المتداولين على المدى القصير، مع تزايد الإقبال على عقود “الشراء” (Calls)، رغم تراجع السعر من 108 إلى 103 آلاف دولار. ويظهر هذا من ارتفاع مؤشر الانحراف (25 Delta Skew) لكل من عقود الأسبوع (8%) والشهر (5%).

لكن في المقابل، ما تزال العقود ذات الأجل الأطول (6 أشهر) تُظهر ميولًا هبوطية وطلبًا أكبر على “البيع” (Puts)، في إشارة إلى رغبة المتداولين في التحوط من مخاطر نهاية العام، خصوصًا مع احتمال موجة تضخمية جديدة.