إسبانيا ترفض هدف الناتو المتمثل في زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

إسبانيا ترفض هدف الناتو المتمثل في زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

في خطوة قد تُربك قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقبلة، طلبت إسبانيا رسميًا إعفاءها من الالتزام المقترح بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، معتبرةً أن هذا الهدف “غير واقعي وغير متوافق مع النموذج الاجتماعي الإسباني”.

وفي رسالة وُجهت إلى الأمين العام الجديد للحلف، مارك روتي، واطلعت عليها وكالة “رويترز”، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى اعتماد “صيغة أكثر مرونة” تتيح جعل الهدف اختيارياً أو استثناء إسبانيا من الالتزام به. وأضاف سانشيز أن مدريد لا تسعى إلى تعطيل التوافق داخل الناتو، لكنها ترفض “التضحيات غير الضرورية”، على حد وصفه.

خلاف حول ضغوط ترمب

تأتي هذه التطورات في سياق دعوات أميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، لحلفاء الناتو بزيادة إنفاقهم الدفاعي استجابة للتهديدات المتزايدة، لاسيما من روسيا بعد غزوها أوكرانيا عام 2022. وتقترح واشنطن تقسيم الهدف إلى 3.5% مخصصة للدفاع المباشر و1.5% لأغراض أمنية أوسع، مثل الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا.

إلا أن سانشيز اعتبر هذا الطرح “مضرًا” بمساعي الاتحاد الأوروبي لتعزيز استقلاليته الدفاعية، قائلًا إن التسرع نحو هدف 5٪ سيجبر الدول الأوروبية على شراء معدات عسكرية من خارج القارة. وأوضح أن إسبانيا ترى أن حاجتها الفعلية تقتضي إنفاق 2.1% فقط من الناتج المحلي لتغطية متطلبات التحديث العسكري الوطني.

جدل أوسع داخل الحلف

غم أن الهدف الحالي للناتو لا يزال عند 2٪ من الناتج المحلي، فإن الغالبية داخل الحلف باتت ترى أنه لم يعد كافيًا في ظل التصعيد الروسي. ومع ذلك، أبدت بعض الدول الأوروبية تحفظات مشابهة لموقف مدريد.

ففي حين أبدت إيطاليا استعدادها لدعم الخطة من حيث المبدأ، إلا أنها طلبت تمديد الجدول الزمني لتحقيق الهدف إلى عام 2035 بدلًا من 2032، وتحرير الزيادة السنوية من قيود محددة مثل 0.2% سنويًا.

ولم يصدر تعليق مباشر من الناتو حتى الآن على الطلب الإسباني، لكن مسؤولًا في الحلف أشار إلى أن “المناقشات بين الحلفاء حول خطة الاستثمار الدفاعي الجديدة لا تزال جارية”.