تقرير علمي: تسارع مثير للقلق في ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم

تقرير علمي: تسارع مثير للقلق في ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم

كشف تقرير علمي جديد أن مستويات البحار حول العالم ترتفع حاليًا بمعدل يزيد مرتين عن وتيرتها في القرن الماضي، في تسارع يصفه العلماء بأنه “غير مسبوق لكنه غير مفاجئ”، نتيجة لاستمرار انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمعدلات قياسية.

بحسب الدراسة، التي ركزت على تقييم مؤشرات تغيّر المناخ خلال عقد 2020 الحاسم، فإن جميع المؤشرات العشرة التي تم قياسها تسير في الاتجاه الخاطئ، ومعظمها بوتيرة متسارعة.

أظهر التقرير، الذي شارك فيه أكثر من 60 عالمًا ونُشر في دورية Earth System Science Data، أن متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر بلغ 4.3 ملم سنويًا منذ عام 2019، مقارنة بـ1.8 ملم سنويًا في مطلع القرن العشرين. ويُعزى ذلك إلى ذوبان الجليد المتزايد واتساع حجم مياه المحيطات بفعل الاحترار.

وصرّحت د. إيمي سلانغن من معهد البحوث البحرية الملكي الهولندي: “الجانب المقلق هو أننا نعلم أن ارتفاع مستوى سطح البحر استجابةً لتغير المناخ يحدث ببطء نسبي، ما يعني أننا فعليًا ضمّنا المزيد من الارتفاعات في السنوات والعقود المقبلة”.

وفي المملكة المتحدة وحدها، يُتوقع أن يواجه نحو 100 ألف عقار خطر التآكل الساحلي خلال الخمسين عامًا القادمة، ما يهدد منازل وبنية تحتية حيوية، بما في ذلك منحدرات بحرية مثل تلك في سيدموث.

ورغم الصورة القاتمة، أشار التقرير إلى بصيص أمل، يتمثل في أن وتيرة ارتفاع الانبعاثات بدأت في التباطؤ، مما قد يشير إلى اقترابها من ذروتها.

لكن حجم الغازات الدفيئة التي لا يزال بالإمكان إطلاقها مع الحفاظ على الاحترار ضمن حدود آمنة قد تقلّص بنسبة 74%، من 500 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون إلى 130 مليار فقط، أي ما يعادل ثلاث سنوات من الانبعاثات الحالية. ويهدد تجاوز هذا الحد بإخفاق العالم في إبقاء درجات الحرارة ضمن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو السقف الذي يُعدّ ضروريًا لتفادي أسوأ آثار تغيّر المناخ.

وقال البروفيسور بيرس فوستر، المعد الرئيسي للدراسة: “نرى صورة واضحة ومتسقة مفادها أن الأمور تسوء، وهذا سبب فقداني لتفاؤلي المعتاد”، مضيفًا أن الانبعاثات كان يجب أن تبدأ بالانخفاض الحاد منذ عام 2024 للحفاظ على فرصة تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، “لكن العالم فشل في ذلك”.

ودعا العلماء الحكومات إلى مراجعة وتحديث خططها الوطنية للمناخ قبل قمة COP30 المقررة في البرازيل في نوفمبر المقبل. وقالت الدكتورة فاليري ماسون ديلموت من معهد بيير سيمون لابلاس: “ما سيحدث لاحقًا يعتمد على الخيارات التي ستُتخذ، ويمكن من خلال تقليص الانبعاثات بشكل حاد الحد من الاحترار في المستقبل وحماية الأجيال الشابة من تصاعد الظواهر المتطرفة”.