استشهاد 33 فلسطينيًا، بينهم 11 من طالبي المساعدات، في مجزرة جديدة بغزة.

استشهاد 33 فلسطينيًا، بينهم 11 من طالبي المساعدات، في مجزرة جديدة بغزة.

قُتل ما لا يقل عن 33 فلسطينيًا، بينهم 11 شخصًا كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية، بنيران الجيش الإسرائيلي في أنحاء مختلفة من قطاع غزة يوم الأربعاء، وفق ما أفادت به مصادر طبية وهيئة الدفاع المدني التابعة لحكومة غزة.

وأعلنت الهيئة أن قوات الاحتلال الإسرائيلية “فتحت النار وأطلقت قذائف عدّة” على آلاف الفلسطينيين المحتشدين للحصول على مساعدات على طريق صلاح الدين الرئيسي، في وقت أكدت فيه مصادر صحية أن 19 آخرين قُتلوا في ثلاث غارات جوية استهدفت مناطق شمالية وجنوبية من القطاع، بينهم 8 في حي الزيتون بمدينة غزة.

وفيما قالت المتحدثة باسم جيش الاحتلال إن القوات أطلقت “نيران تحذيرية” خلال الليل في منطقة النصيرات بعد اقتراب مجموعة من الجنود بصورة “شكلت تهديدًا محتملًا”، نفت علمها بوقوع إصابات، بينما تؤكد المنظمات الطبية والحقوقية أن العديد من القتلى كانوا مدنيين جائعين يبحثون عن الطحين والغذاء.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد القتلى خلال 24 ساعة إلى ما لا يقل عن 140 شخصًا، فيما قُتل 51 فلسطينيًا يوم الثلاثاء أثناء انتظار المساعدات في خان يونس، وفقًا لتقارير سابقة من الأمم المتحدة ومنظمات الشركاء الصحيين.

وقالت مصادر في مستشفى الشفاء إن الضحايا أُصيبوا إما برصاص مباشر أو في غارات جوية، من بينهم سبعة أشخاص آخرين قتلوا أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات في شارع الرشيد شمال غرب مدينة غزة. ووثّق شهود عيان مشاهد إطلاق نار كثيف من دبابات إسرائيلية وطائرات مسيرة تجاه المدنيين قرب أحد مراكز التوزيع التابعة لبرنامج الأغذية العالمي.

وفي رواية مأساوية، قالت أم فداء مسعود إن ابنها “ذهب ليجلب كيس دقيق، وعاد في كيس”، في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها الغزيون.

وبينما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية صورًا لأشخاص يحملون أكياس طحين وسط الدمار، قالت إحدى الشهادات: “انتزعت كيسًا وزنه 50 كغم من تحت الشاحنة، على بعد سنتيمترات من الموت”.

ووفق وزارة الصحة، فقد قُتل نحو 400 فلسطيني منذ 26 مايو أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، بعد تدشين مؤسسة “مساعدات غزة الإنسانية” (GHF) التي تديرها شركات أمنية أميركية خاصة، بموافقة إسرائيلية وبدعم من واشنطن، في مسعى لتجاوز دور الأمم المتحدة كمزود رئيسي للمساعدات.

الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية رفضت التعاون مع النظام الجديد، معتبرة أنه “ينتهك مبادئ الحياد والاستقلالية الإنسانية”، وحذّرت من أن سكان غزة يواجهون “مستويات كارثية من الجوع” نتيجة الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل لمدة 11 أسبوعًا.

مدير وكالة “الأونروا” فيليب لازاريني وصف نظام التوزيع الجديد بأنه “بدائي، قاتل، ومخزٍ”، وقال عبر منصة X: “دعوة الجياع إلى حتفهم جريمة حرب… يجب محاسبة المسؤولين عن هذا النظام”.

ورغم زعم GHF بأنها وزّعت أكثر من 30 مليون وجبة “دون حوادث”، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى عكس ذلك، وسط اتهامات متصاعدة باستخدام المساعدات كسلاح.

برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذّر من أن الـ9000 طن من المواد الغذائية التي تم إدخالها خلال الأسابيع الأربعة الماضية لا تمثل سوى “جزء ضئيل مما يحتاجه السكان”، مشددًا على أن الوضع يتطلب “تصعيدًا هائلًا في عمليات التوزيع” لاستعادة الثقة ومنع الفوضى.

وفي حين دخلت 85 شاحنة مساعدات يوم الثلاثاء عبر معبري كرم أبو سالم وإيريز، قالت وحدة “كوغات” العسكرية الإسرائيلية إن 380 شاحنة إضافية لا تزال بانتظار الاستلام من قبل الأمم المتحدة.

وتأتي هذه المجازر في سياق حملة عسكرية إسرائيلية واسعة بدأت في 7 أكتوبر 2023. ومنذ ذلك الحين، وصل عدد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى أكثر من 55,637 شخصًا، وفق إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.