السعودية تنقذ بطولة كأس العالم للأندية من الأزمات المالية

السعودية تنقذ بطولة كأس العالم للأندية من الأزمات المالية

خاص – الوئام

 في لحظةٍ يتشابك فيها الاقتصاد مع الرياضة، وتتحول فيها الملاعب إلى مساحات نفوذ عالمي، تبرز السعودية كمحور رئيسي في إعادة تشكيل خريطة كرة القدم الدولية.

ومن خلال دعمها السخي للنسخة الموسعة من كأس العالم للأندية، تسعى المملكة لتعزيز صورتها العالمية عبر استثمار ذكي في أكثر الرياضات شعبية على الكوكب، في وقت تواجه فيه البطولة انتقادات متعددة، تتراوح بين إرهاق اللاعبين وتحديات البيئة والتشويش على المنافسات المحلية. 

الرياض تحتضن البطولة

لم يكن مستغربًا أن تُسند للسعودية تمويل النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية؛ البطولة التي تنطلق في الولايات المتحدة، تبدأ من ملعب “هارد روك” في ميامي، حيث يُنتظر أن يظهر النجم ترينت ألكسندر أرنولد بقميص ريال مدريد لأول مرة بعد انتقاله المبكر من ليفربول مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني، وهو مبلغ يعكس حجم الثروات التي توفرها البطولة الجديدة.

هذه النسخة، التي تصل جائزتها المالية إلى مليار دولار، تمنح الأندية الأوروبية الكبرى فرصة للفوز بما يصل إلى 97 مليون جنيه، ما يُثير مخاوف جدية حول تأثير هذه الأموال على التوازن التنافسي في البطولات المحلية، وفق ما نشرته “بي بي سي سبورت“.

الهلال السعودي

ضمن الفرق المشاركة، يبرز نادي الهلال السعودي كوجه آخر لدور المملكة المحوري في البطولة، إذ يمتلكه صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF).

لكنّ حضور “PIF” لا يقتصر على التمثيل الرياضي، بل يمتد إلى البنية التحتية للبطولة ذاتها، من خلال شراكات مالية واستراتيجية ضخمة.

في ديسمبر الماضي، وقّعت منصة البث الرياضي “DAZN” عقدًا مع “فيفا” لنقل مباريات البطولة عالميًا.

مفاجأة تضاعفت عندما أعلنت المنصة أنها ستبث المباريات مجانًا، رغم خسائرها الضخمة السابقة. وبعد أسابيع، استحوذ “PIF” على حصة في “DAZN” بالقيمة ذاتها، مؤكدًا أنها “فرصة لتعزيز حضور الرياضة عالميًا“.

النفوذ السعودي يتوسع

في تطور إضافي، أعلن “PIF” مؤخرًا شراكته الرسمية مع البطولة، وهو ما وصفه رئيس “فيفا” جياني إنفانتينو بأنه خطوة نحو “عولمة حقيقية لكرة القدم“.

الصندوق السعودي قال في بيان إن الشراكة تؤكد موقعه في “صدارة نمو اللعبة”، وإن كرة القدم تمثل ركيزة في “التحول المجتمعي المستمر داخل المملكة“.

هذا الدعم يأتي في ظل صعوبات سابقة واجهها “فيفا” في إيجاد رعاة للبطولة، وتباطؤ بيع التذاكر لبعض المباريات، وهو أمر يعكس تعقيدات نظام التأهل، الذي تسبب في غياب فرق شهيرة مثل ليفربول وبرشلونة رغم تتويجهما المحلي مؤخرًا.

بطولات موسعة 

قرار “فيفا” بتوسيع البطولة من 7 فرق إلى 32 أثار عاصفة انتقادات قانونية، تقدمت بها نقابة اللاعبين الدولية ورابطة الدوريات الأوروبية.

الجهتان أكدتا أن “فيفا” تجاهلت التحذيرات بشأن إرهاق اللاعبين وتزاحم الروزنامة الرياضية، رغم نفي الاتحاد الدولي لذلك.