اقتصادي لـ”الوئام”: زيادة التوترات ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والذهب إلى مستويات غير مسبوقة

الوئام – خاص
شهدت الأسواق المالية العالمية صدمة كبيرة أدّت إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والذهب، نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
فقد قفز خام برنت بأكثر من 7% يوم 13 يونيو، ليتجاوز 73–74 دولارًا للبرميل، مع تسجيل ارتفاعات مؤقتة بلغت 13–14%.
أما الذهب، فقد ارتفع بأكثر من 1–1.5%، ليصل إلى 3430–3444 دولارًا للأوقية، مقتربًا من أعلى مستوى له منذ أبريل.
تصاعد التوترات الجيوسياسية
وفي هذا السياق، يقول محمود جمال سعيد، الباحث الاقتصادي والمتخصص في أسواق المال، إن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل استمرار التوتر بين إسرائيل وإيران، ساهم بشكل مباشر في دفع أسعار النفط والذهب إلى مستويات مرتفعة، مع تصاعد مخاوف المستثمرين من اتساع رقعة الصراع وتأثيره المحتمل على إمدادات الطاقة العالمية واستقرار الأسواق.
ويضيف “سعيد”، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن أسعار النفط استفادت بقوة من هذه التوترات، حيث ارتفع خام برنت خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة تقترب من 7%، ليغلق عند مستوى 74.23 دولارًا للبرميل، بعد أن كان قد تحرك في نطاق يتراوح بين 70 و78 دولارًا خلال جلسات الأسبوع.
تزايد المخاوف
ويوضح الباحث الاقتصادي أن هذه الارتفاعات جاءت مدفوعة بتزايد المخاوف من حدوث تعطيلات في الإمدادات، لا سيما في حال تدهور الأوضاع بشكل أكبر في منطقة مضيق هرمز.
ويذكر أن أسعار الذهب سجلت أيضًا مكاسب قوية خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، منوّهًا إلى أن المعدن الأصفر أنهى تعاملات الأسبوع عند مستوى 3433 دولارًا للأوقية، بارتفاع أسبوعي بلغ نحو 3%، مواصلًا بذلك سلسلة مكاسبه التي بدأها منذ بداية الشهر الجاري.
وينوّه الباحث الاقتصادي بأن الذهب حقق مكاسب شهرية قوية خلال مايو ويونيو، مع تحرك الأسعار بين مستويات 3324 إلى 3433 دولارًا للأوقية، مشيرًا إلى أن استمرار هذه المكاسب مرهون بمدى تصاعد الأوضاع الجيوسياسية، خاصة مع ترقّب الأسواق لنتائج اجتماعات الفيدرالي الأمريكي القادمة، التي قد تحدد مصير أسعار الفائدة.
مخاطر التصعيد
ويؤكد “سعيد” أن الأسواق العالمية تتابع باهتمام بالغ تطورات الملف الإيراني الإسرائيلي، لافتًا إلى أن أي تصعيد عسكري جديد قد يدفع أسعار النفط نحو مستويات تتراوح بين 85 و90 دولارًا للبرميل، خاصة إذا تعرضت منشآت نفطية حيوية لهجمات مباشرة، مشيرًا إلى أن النطاق المرجّح لحركة أسعار خام برنت خلال الأسابيع المقبلة سيكون بين 70 و88 دولارًا للبرميل، مع ميل واضح نحو الصعود في حال استمرار الأزمات الجيوسياسية.
توقعات المؤسسات المالية
ويختتم الباحث الاقتصادي حديثه قائلًا: “بدأت المؤسسات المالية العالمية في تعديل توقعاتها للأسعار، حيث توقعت مذكرة حديثة صادرة عن بنك (جيه بي مورغان) أن تقفز أسعار النفط إلى مستويات تتجاوز 90 دولارًا في حال حدوث تعطيلات في الإمدادات الإيرانية.
كما رجّح تقرير صادر عن (جولدمان ساكس) أن تستفيد أسعار الذهب بشكل كبير من أي تصعيد عسكري، مع إمكانية تجاوز مستويات 3700 دولار للأوقية في حال تفاقم الأوضاع في المنطقة”.