كل من لم يحقق نجاحًا في حياته أصبح رجل شرطة

كل من لم يحقق نجاحًا في حياته أصبح رجل شرطة

امبارح رفعت منشور قديم بيتكلم عن البوليس لامن يلبس توب الطبيب الشرعي، و شرحت فيهو كيف ممكن المتحري يعرف اسباب الوفاة و تاريخ الوفاة من خلال معاينته للجثة قبل ما تمشي للمشرحة و يطلع تقرير الطب الشرعي، فمن أول لحظة بيقيف فيها المتحري على مسرح الجريمة، بيطبق خبراته الطبية الأولية و يقدر يعرف زمن الوفاة من العلامات الظاهرة من أنماط بقع الدم لانه بيكون في سباق مع الزمن فبيتحول لطبيب شرعي، لكن الحاجة المابعرفوها العامة من الناس إنو البوليس مش بيتحول لطبيب شرعي بس ، البوليس بيتحول لوظائف كتيرة جداً ح اذكر جزء منها من خلال البوست ده و ح نكشف للناس جانب مهم جداً عن مهارات و خبرات الشرطة السودانية فالشرطة السودانية عبر تاريخها الطويل ما كانت مجرد قوة لحفط النظام بل كانت مؤسسة تعليمية تطبيقية خرجت رجال اصبحوا موسوعة متحركة في خدمة المجتمع و الواحد فيهم لامن ينزل من الشرطة بيواصل نجاحه في الحياة المدنية بفضل المعارف و المهارات الاكتسبها خلال خدمته في البوليس.

قبل ما يتحول البوليس لطبيب شرعي هو في الأساس محامي و محامي شاطر جداً لانو القانون هو العمود الفقري لكل شرطي، فرجل الشرطة السوداني بيدرس القانون الجنائي و المدني و قانون الإجراءات و بيكون ملم بقوانين بقية الادارات المتخصصة ذي قانون معاملة النزلاء او قانون السجون و قانون المرور فالشرطي رجل قانون قبل ما يكون رجل ميدان، معناها هو شرطي و طبيب و محامي و اشطر المحامين هم ضباط الشرطة المتقاعدين.

ما كده بس يا فردة ، جهز كباية القهوة بدون سكر و دواء عشان انا ح ادهشك والله، و اقول ليك هو طبيب نفسي كمان لانه بيدرس علم النفس الجنائي بالإضافة لاحتكاكه المستمر بالمجرمين داخل السجون و خلال التحقيقات و الاحتكاك ده بيكسب الشرطي معرفة كبيرة بدوافع السلوك الإجرامي و بيعرف يقراء شخصية المجرم تماماً، اذن هو شرطي و طبيب شرعي و محامي و طبيب نفسي و افضل الاطباء النفسيين هم ضباط السجون السودانية.
و من اهم العلوم البتميز شرطة السودان هو علم الإحصاء و تحديداً الإحصاء الجنائي لانو الإحصاء هي واحدة من اهم عيون الشرطة البتكشف المشهد العام و ترصد أنماط الجريمة و تحلل معدلاتها و إحنا في السودان من اوائل الدول في المنطقة الوظفنا الإحصاء في العمل الأمني و الجنائي و من اهم الادوات المساعدة للشرطي هي مهارة معرفة لغة الجسد و دي من المهارات البيكتسها الشرطي خلال عمله في التحقيق و بتساعده في الوصول للحقيقة لانو قادر يقراء ارتباك النظرات و حركات اليدين و نبرة الصوت، بالاضافة لمعرفته لبعض العلوم الطبيعية فبتلقاهم بارعين جداً في قص الأثر و قراية خطوات الاقدام و اثر اللساتك البيحدد حمولة و نوع العربية و حتى الاثر في النجيلة بالاضافة لمعرفته بالكيمياء فهو لازم يعرف سريع جدا بداية الانفجار او الحريق كانت من وين وبسبب شنو و هل الحريق ده كان بفعل فاعل و لا حريق عرضي ساي قبل ما توصل الاتيام المتخصصة لانو ذي ما قلت ليكم هو في سباق مع الزمن لضبط المجرم و مافي طريقة لانتظار الاجراءات البيروقراطية .

حتقول لي بي سخرية فضل ليهم علوم الفيزيا، ح اقول ليك يا عزيزي انت فاكر حكاية رسم الحادث دي عشوائية ؟ بتدخل الفيزيا فيها و بنلقاها في زوايا الاصطدام و حساب السرعة و بتحلل مسار المقذوفات في قضايا السلاح و بتدخل في اجراءات الإعداد لمقصلة الإعدام البنحسب فيها طول الحبل مع وزن المتهم و دي حسابات دقيقة جدا لو ما كانت مزبوطة ح تفشل عملية الإعدام تماماً.
هل تعلم عزيزي القارئي إنو انجح الشركات السودانية الكبيرة بيكون على راس ادارتها ضابط شرطة معاش ، لانو علم الإدارة من اهم العلوم الشرطية لانك بتقود مئات الجنود و الضباط و توزع مهامهم و تضبط اداءهم و ترفع معنوياتهم و تدير الطوارئ و الكوارث و الازمات عشان كده كانت الشرطة السودانية هي مدرسة حقيقية في الإدارة و فن القيادة و قدمت قادة ناجحين جداً للمؤسسات المدنية و الاقتصادية الكبرى فبتلقاهم ماسكين الادارة و الأمن و السلامة في انجح الشركات وذي ما ذكرت ليكم انو المتحري هو طبيب اولي كمان بنلقاهو هو مسعف اول و كيف ما يكون مسعف اول و هو اساسا منقذ أول في الحرائق و الغرق و الحوادث على الطرق الداخلية و السريعة فبالاضافة لادوات الاسعافات الاولية الموجودة في عرباتهم بنلقى في ادوات تانية متعلقة بالحدادة ، ايوة هو حداد برضو لانو لازم يعرف يقطع حديد العربية في الحادث من وين عشان يطلع الناس لحدي ما توصل عربات الدفاع المدني و الاسعاف.

ما عايز اتكلم ليكم عن الادلة الجنائية لانو ديل ضباط و صف ضباط متخصصين اساسا لكن مع تطور الجريمة بنلقى انو الشرطة اكتسبت خبرات في علوم مساعدة حديثة ذي الادلة الرقمية و فحص الاجهزة و الجرائم المالية و تتبع غسل الأموال و تحليل الاتصالات و ابراجها.
دي كلها علوم و مهارات و خبرات بيكتسبها الشرطي و الضابط تدريجياً من ادنى رتبة لحدي ما يوصل لرتبة الصول او العقيد بنلقاهو اتسلح بي معرفة و بُعد انساني كبير و بيصبح مفاوض شاطر جدا في الازمات و ناجح في التواصل المجتمعي و دي كلها قيم انسانية بتكمل صورة الشرطي السوداني و بتخليهو خادم للمجتمع قبل ما يكون حارس و منفذ للقانون .
اكيد طبعاً في ضباط و عساكر دخلو الشرطة ما فاهمين حاجة و طلعو منها ما عارفين حاجة ذي ديك البطانة لانهم اساسا دخلوها لاهداف شخصية محددة لكن الغالبية العظمى كفاءات عظيمة جداً و معروفين للجميع .

الهدف من المنشور ده إنو نرسل رسالة للدولة الشغالة الان بتجهز ولاة للولايات عايزين نقول ليهم مافي افضل من متقاعدين الشرطة السودانية من رتبة عقيد فأعلى عشان يخدموا المجتمع بمهنية عالية و يعيدو تنظيم و ترتيب المحليات و لو كان الموضوع في يدنا كنا ح نختار كل ولاة الولايات من ضباط الشرطة المتقاعدين و تحديداً ولاية الخرطوم و وقتها صدقوني ح تشوفوا الفرق الكبير و ح تشوفو النظام و النضافة و الترتيب و الابداع و الإنضباط العالي لانهم دائما بيفكروا خارج الصندوق و قادرين يوجدوا الحلول السريعة باقل الإمكانيات.

اقولها للشباب بكل صراحة و وضوح .. كل من يسعى للنجاح في حياته فليصبح شرطياً عبر بوابة كلية علوم الشرطة او عبر مدارسها المختلفة .
نزار العقيلي