علاقة اليسار بالليبرالية: تداخلات معقدة

علاقة اليسار بالليبرال اذ كومبليكيتد:
تمرد جيرمي كوريبن وسلطانة علي حزب العمال في بريطانيا واعلنا عن تشكيل حزب يسار مستقل.
وفي امريكا خرج بيرني ساندرز واليكساندرا كورتيز عن بيت طاعة الحزب الديمقراطي والان زهران مامداني يضاعف جرعة التوجه نحو الديمقراطية الاشتراكية داخل الحزب رافعا من حدة الاستقطاب بين يمين ويسار الحزب.
هناك امثلة من دول اخري ولكن لا داعي للاطالة.
كل هذا يشير الي تنامي موجة فض شراكة بين اليسار والليبراليين الذين بالغوا في التخلي عن الأشواق الاقتصادية للطبقات الدنيا ووضعوا كل ما في جعبتهم في خدمة الراسمال وفئات المهنيين الاعلي دخلا من محامين واطباء وتكنولوجيين وماليين وغيرهم.
وجاء ذلك التموقع الليبرالي بهدف كسب ود اهل المال باعتبار ان الشق التقدمى والطبقة العاملة في التحالف لا يملكون خيارا سوي الارتماء في احضان الليبرال لانهم علي كل حال ارحم بهم من جحيم اليمين المحافظ. ومن امن العقوبة اساء الادب.
وهو أيضا لسان حال الصفوة السياسية التي ورثت نظام البشير: سوف نسيء الأدب في حق الوطن كما شيئنا ونكسب بالقول أن الكيزان أسوأ إليك منا يا شعب مولاي الأسمر ولا خيار لك أما نحن أو كيزان الثلاثين عاما متناسين أنهم خلقوا أوضاعا أكثر جحيمية من تلك العقود .
وخسر الليبرال هذا رهانهم مرارا وتكرارا وتضاعفت الخسائر مع صعود اليمين الشعبوي السلطوى المفتوح علي الفاشية والذي نجح في كسب صوت الطبقات الدنيا تحت شعارات ديماغوغية واطروحات مركزية أوروبية كارهة للاخر.
وحتي حين فاز الليبرال في الانتخابات خسروا المعركة الفكرية لانهم نفذوا سياسات خصومهم الاقتصادية كما حدث في السودان حين طبقت الحكومة الانتقالية سياسية معتز موسي الاقتصادية بجرعة مضاعفة.
كل هذا يأتي في سياق تراجع الهيمنة الفكرية لايديلوجيا الليبرال حول العالم. فهل يفتح فض اليسار للشراكة مع الليبرال صفحة جديدة في كتاب التاريخ ام يتواصل صعود الفاشية. الايام سوف تأتي بالخبر اليقين.
معتصم اقرع