(تضحيات النخبة) .. إضفاء الطابع السياسي على الأكاديميين!

(تضحيات النخبة) .. إضفاء الطابع السياسي على الأكاديميين!

من أحاجي الحرب():
○ كتبت: د. رانيا الخير
(قرابين الانتلجنسيا)! .. حرق الأكاديميين على دهاليز السياسة!
الوهم الجميل.. والواقع المر!
اتجاه سائد يُنظر فيه إلى تعيين الأكاديميين في المناصب السياسية والتنفيذية كحل سحري لمشاكلنا المزمنة.. .يبدو الأمر منطقياً على الورق! : نحن نحتاج إلى النجده عبرة الخبرة والمعرفة العميقة، والأكاديميون يملكون هذه المؤهلات. لكن الواقع أكثر تعقيداً وقسوة..فالمشكلة الحقيقية: انه انتزاع بلا دعم!
القصة لا تكمن في تلك ( الاسماء في حياتنا) ليسو الأكاديميين أنفسهم، بل في الطريقة التي نتعامل بها معهم:
1. الانتزاع من البيئة الانسب الى غابة السياسة بألاعيبها المختلفة تماماً
نتوقع منه أن يتكيف فوراً مع لعبة لم يتدرب عليها
2. غياب الدعم المؤسسي
لا نوفر له الأدوات اللازمة للنجاح في البيئة الجديدة
لا نمنحه الوقت الكافي للتعلم والتكيف
لا نحيطه بفريق يفهم طبيعة عمله وتغكيره
3. التوقعات غير الواقعية
نتوقع منه أن يحل مشاكل تراكمت لعقود في أشهر معدودة
نطالبه بنتائج فورية في مجالات تحتاج إلى وقت طويل
نحمله مسؤولية فشل نظام كامل
النتيجة المحتومة:
يصبح كبش فداء للإخفاقات الجماعية
يُحرق إعلامياً وشعبياً
البديل الأفضل: الاستشارة لا التعيين
بدلاً من الانتزاع والحرق، لماذا لا نفكر في:
الاستشارة المتخصصة: الاستفادة من خبرة الأكاديميين دون انتزاعهم من بيئتهم
اللجان الاستشارية: تشكيل لجان دائمة تضم أكاديميين يساهمون في وضع السياسات
الشراكة الاستراتيجية: ربط الجامعات والمراكز البحثية بصنع القرار دون تدمير الكوادر
خلاصة القول:
الأكاديميون ثروة وطنية يجب حمايتها وتوظيفها بذكاء، لا حرقها على مذبح السياسة. النجاح في الأكاديمية لا يعني بالضرورة النجاح في السياسة، والعكس صحيح.
دعونا نتعلم كيف نستفيد من الخبرات دون تدميرها
فحين يدخل السياسي على ما هو اكاديمي والعكس يفسد كليهما بلا طائل !