وحش القوى العاملة

في إطار الحرب النفسية لشق الجبهة الداخلية المتماسكة، طلبت إسرائيل من الشعب الإيراني الخروج على النظام الحالي، مذكرةً إياه لعمق العلاقة بين البلدين قبل قيام النظام الحالي. ولكن عندما تكون التربية الوطنية ركيزة أساسية في حياة الشعب، تجد الوطن مقدم على الولاء السياسي الضيق. لم يطالب أحدهم بحماية دول الجوار من النظام الإيراني. لم يناشد أي معارض الوكالة الذرية باستبدال مندوبها لإيران بآخر؛ لأنه متماهي مع النظام الحالي. لم يحمّل أي معارض سياسة النظام الحالي بتدمير الدولة الإيرانية. لم نسمع منهم بأن الجيش تبع الملالي. أي: مؤدلج. بعاليه يقودنا للموقف السليم الذي اتخذته المعارضة الإيرانية، حيث الجميع اصطف مع النظام، والكل في خندق واحد مع الجيش. بل كانت المعارضة أكثر حرصًا من الحكومة، عندما طالبت باستخدام النووي كسلاح ردع. وخلاصة الأمر متى يستفيد التقزميون من درس المعارضة الإيرانية في التفريق بين الوطن والوطني؟. إذن نحن أمام معضلة حقيقية وخلل واضح في التربية الوطنية، لذا نناشد وزارتي: التعليم العام والعالي بوضع مقرر للتربية الوطنية من الروضة حتى نهاية البكالوريوس، حماية للأجيال القادمة من غول العمالة الذي ظل شبحه مخيم على الساحة السياسية السودانية منذ عقود مضت.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٦/١٧