الحذر لا يمنع القدر… العادة تمثل خطر الحذر

الحذر لا يغني عن القدر …
التعود آفة الحذر …
رحم الله تعالى رجل الأعمال السوداني عمر العشي الذي كتب الله له الشهادة في القاهرة.
لم أعرفه إلا من خبر شهادته وهو شهيد إن شاء الله لأن ميتته تشابه ميتة الهدم ، ومات في الغربة.
بنفس الخاتمة المأساوية قضت نحبها في بداية الحرب طبيبة سودانية حضرت من بريطانيا لزيارة والديها في القاهرة والرواية حسبما أذكرها أنها بعد أن سلمت على والدها غادرت مسرعة لتزور والدتها في المستشفى.
وفتح باب المصعد فولجت بقدمها على عجل لتفاجأ بنفسها تسقط في فراغ بئر المصعد من إرتفاع عدة طوابق !
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن لحظة مواجهة الموت قاسية جدا وهي فوق الخيال والتصور وقد كتب الله تعالى لكثيرين منا معايشتها خلال هذه الحرب وهم يعيشونها فجأة أو يرونها تقترب منهم على مهل من الزمن طوله ثانية أو ثانيتين.
ثانية أو ثانيتين هما لحظة إدراك إقتراب الموت وهو إدراك نطقت به نظرات ذلك الصبي في شارع صالحة العام وقد أجلسهم المجرمون على الأرض شبه عرايا وهم يصبون فوق رؤوسهم اللعنات والتهديدات.
لا أظنني سأنسى بسهولة النظرة الأخيرة الشجاعة لذلك الشاب في الثانية الأخيرة وهو يشاهد الشهادة تأتيه على مهل الثانية أو جزء منها.
قتيل الصالحة كان على الأقل قد إستعد وهيأ نفسه ، أما الطبيبة شهيدة بئر السلم فقد سقطت في بئر الفزع المفاجئة قبل بئر السلم في مسار لم تتعود عليه بينما الشهيد العشي قد سار في نفس المسار ربما مئات المرات فتعود ومع التعود يزول الحذر ، والحذر لا يغني عن القدر.
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات حيهم وميتهم قريبهم وبعيدهم شاهدهم وغائبهم إنك تعلم متقلبهم ومثواهم.
#كمال_حامد 👓