90% من خريجي معهد إعداد القادة يتقلدون وظائف قيادية في الحكومة

الظواهر السلبية بين طلاب الجامعات فى تراجع بفضل برامج المعهد والأنشطة الطلابية بالجامعاتبرامج المعهد تتماشى مع رؤية مصر 2030 وتبنى إنسان «الجمهورية الجديدة»مواجهة الانتحار الطلابى تبدأ بالدعم النفسى والتواصل الأسرى والتوعية المجتمعية
قال الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، إن 90% من خريجي معهد إعداد القادة يتقلدون مناصب قيادية بالدولة، والمعهد مستمر في دعم الشباب وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل.
وأكد خلال حوار لـ«النبأ» أن الإخوان والتيارات الدينية داخل الجامعة أصبح لا وجود لهم بين الطلاب، إذ تم تحجيم نشاطهم بشكل كامل
وأوضح أن نسبة انتشار الظواهر السيئة داخل المجتمع الجامعي بسيطة جدا، ونجح المعهد في تغيير وجهة الملايين عبر حملات التوعية والمناقشات الفكرية.
وأضاف أن الخلافات الأسرية وغياب الحوار بين الأهل والطلاب من أبرز الأسباب وراء ظاهرة انتحار الطلاب داخل الجامعات، ولهذا يعمل المعهد على توفير دعم نفسي وإرشادي للطلاب لمساعدتهم في مواجهة الأزمات المجتمعية، وإلى نص الحوار..
ما أبرز البرامج التدريبية التي يقدمها المعهد لتنمية مهارات القيادة لدى الطلاب؟
معهد إعداد القادة أنشئ من 105 أعوام، دوره الأساسي تنمية روح الولاء والانتماء لطلاب الجامعات المصرية وكل منتسبي العمل الجامعي، ويقدّم معهد إعداد القادة مجموعة متكاملة من البرامج التدريبية التي تستهدف تنمية المهارات القيادية وتعزيز الوعي والفكر لدى الشباب، بما يُمكّنهم من مواكبة متطلبات سوق العمل في ظل التحول الرقمي والتطورات المتسارعة في مختلف المجالات.
وتتنوع هذه البرامج لتلائم احتياجات الفئات المختلفة من طلاب الجامعات والمعاهد، وأعضاء هيئة التدريس، والجهاز الإداري، والعاملين في مجال رعاية الشباب.
وتنقسم البرامج إلى عدة محاور رئيسية جاءت كالآتي:
برنامج إعداد القادة العام: يستهدف طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، ويركز على تنمية المهارات القيادية العامة مثل إدارة الوقت، فن الإلقاء، التواصل الفعال، والعمل الجماعي.
برنامج إعداد القادة المتخصص: يهدف إلى تطوير المهارات القيادية المتخصصة لعدد من الفئات داخل المجتمع الجامعي، بما في ذلك الطلاب، أعضاء هيئة التدريس، الهيئة المعاونة، الإداريين، وأخصائيي رعاية الشباب، وذلك من خلال تدريبات نوعية في مجالاتهم المختلفة.
برنامج إعداد القائد العربي والإفريقي: يهدف إلى توحيد الرؤية الشبابية على المستوى الإقليمي، من خلال تجميع شباب من الدول العربية والإفريقية تحت مظلة واحدة، تسعى إلى إعداد جيل قيادي يحمل وعيًا قوميًا وثقافيًا قادرًا على التأثير والتغيير الإيجابي.
برنامج إعداد القائد الابتكاري: يركز هذا البرنامج على بناء عقلية قيادية مبدعة قادرة على إنتاج حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية والاقتصادية، من خلال دمج مفاهيم ريادة الأعمال والابتكار الاجتماعي في البرامج التدريبية، كما يشجع على التفكير المبتكر والعمل الجماعي وتحويل الأفكار إلى مبادرات واقعية مؤثرة.
ويندرج تحت هذه البرامج الرئيسية العديد من ورش العمل واللقاءات التفاعلية والأنشطة الثقافية والرياضية والفنية التي تهدف في مجملها إلى الارتقاء بقدرات جميع منتسبي المجتمع الجامعي، وصناعة قيادات شابة واعية ومؤهلة لمستقبل واعد.
كيف يتم اختيار المشاركين في برامج إعداد القادة؟ وهل هناك معايير محددة؟
يحرص معهد إعداد القادة، باعتباره أحد الأذرع الاستراتيجية لوزارة التعليم العالي، على أن يكون منبرًا وطنيًا لصناعة قادة الغد في مصر والعالم العربي، من خلال برامجه وأنشطته التي تتماشى مع رؤية الدولة المصرية وخطط وزاره التعليم الاستراتيجية في بناء الإنسان.
وفي هذا الإطار، يستهدف المعهد جميع منتسبي المجتمع الجامعي، ويعتمد في اختيار المشاركين خاصة الطلاب على معايير موضوعية تضمن التميز والتنوع، يأتي في مقدمتها التفوق الأكاديمي، والمشاركة الفعالة في الأنشطة الطلابية داخل الجامعة، والقدرات الشخصية والمهارية التي تؤهل الطالب ليكون نموذجًا للقيادة والمسؤولية.
ويسعى المعهد من خلال هذه المعايير إلى خلق بيئة تدريبية شاملة تجمع بين الأداء الأكاديمي والانخراط المجتمعي، بما يسهم في إعداد كوادر شبابية واعية ومؤهلة لقيادة المستقبل.
ما أهم الأنشطة الطلابية التي يدعمها المعهد؟ وكيف يمكن للطلاب المشاركة فيها؟
يدعم معهد إعداد القادة جميع أشكال الأنشطة الطلابية التي تسهم في بناء شخصية الطالب المتكاملة، وتعزيز قدراته على المستوى الثقافي والاجتماعي والعلمي وغيرها.
وتشمل هذه الأنشطة الأنشطة الثقافية مثل الندوات، اللقاءات الحوارية، مسابقات الإلقاء والشعر، وبرامج التوعية الفكرية، والأنشطة الفنية والأنشطة الرياضية، والأنشطة الاجتماعية التي تعزز روح العمل الجماعي والمسؤولية المجتمعية، والتطوع ومؤخر كان فى قادة الابتكار الاجتماعى، والأنشطة العلمية والتكنولوجية مثل ورش الابتكار، المسابقات العلمية، والبرامج المرتبطة بالتحول الرقمي وريادة الأعمال.
ويتم مشاركة الطلاب في هذه الأنشطة من خلال ترشيحات رسمية من الجامعات والمعاهد التي ينتمون إليها، وذلك وفقًا لمعايير محددة تضمن التمثيل العادل والتنوع بين المشاركين، بما يحقق أهداف المعهد في صقل مهارات الشباب وإعدادهم للمستقبل.
وماذا عن الأعداد التي يستقبلها المعهد سنويًا من طلاب الجامعات؟
في العام الماضي، وصل عدد الطلاب المتدربين داخل المعهد إلى نحو 17 ألف طالب، سواء داخل المعهد أو خارجه، أما في العام الحالي، فهناك زيادة ملحوظة في العدد، خاصة مع انضمام طلاب الجامعات التكنولوجية والأهلية والخاصة.
حاليًا، لا يقل عدد طلاب الفوج الواحد عن 300 طالب وطالبة، كما توجد قائمة احتياطية تضم مجموعة من الطلاب الراغبين في الانضمام لعدد من البرامج التي يقدمها المعهد.
هل نجح المعهد في وصول المتدربين إلى المناصب العليا بالدولة؟
معظم الذين شاركوا في دورات وتدريبات المعهد تولّوا مواقع قيادية بالدولة، ومنهم من تقلّد مناصب قيادية في وزارة التعليم العالي أو الإعلام، سواء في الإذاعة المصرية أو التلفزيون والفضائيات، مثل الطالب يحيى طارق من ذوي الهمم، ويحيى عبد الوهاب الذي أصبح مذيعًا في الإذاعة المصرية.
كيف ترى حالة اللا مبالاة بين الشباب داخل الجامعات وخارجها؟
الشباب بحاجة إلى نموذج وقدوة، فعندما يجدون نموذجًا إيجابيًا، فإنهم يتأثرون به ويعكسون سلوكه. الشباب المصري قوي وواعد، لكنه يحتاج إلى من يأخذ بيده ويوجهه.
وفي إحدى الندوات، طرح أحد الطلاب سؤالًا لوزير التعليم العالي حول الفجوة بين الأجيال، فكان رده: «الشاب هو من يصنع الفجوة، وإذا أراد إزالتها، يستطيع ذلك من خلال التقارب والتواصل بين الأجيال».
في معهد القادة، نحرص على زرع الأمل في التغيير داخل المجتمع، والمعهد يعقد صالونا ثقافيا باستضافة أصحاب الفكر والثقافة والاجتماعي للقاء الطلاب والاستفادة منهم، وكان الفنان سامح حسين أول من حضر الصالون الثقافي الأول بحضور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، تلك النماذج ستعالج أزمات الشباب في الوقت الحالى.
هل الانتخابات الطلابية بالجامعات والمعاهد المصرية شهدت نزاهة حقيقية؟
طلاب الجامعات كانوا متشوقين لإجراء هذه الانتخابات، وتمت بنسبة 90% بنزاهة وديمقراطية.
كيف تصدى معهد إعداد القادة للأفكار المغلوطة والمتطرفة؟
انطلاقًا من دوره التوعوي والوطني، كثّف معهد إعداد القادة جهوده في التصدي للأفكار المغلوطة والمتطرفة عبر خطة متكاملة تستهدف رفع وعي الشباب، وترسيخ القيم الوسطية والانتماء الوطني.
ونظّم المعهد سلسلة من الندوات التثقيفية والدورات التدريبية التي تناولت قضايا الأمن القومي، ووسطية الخطاب الدينى ومكافحة الأفكار المغلوطة التى تهدم القيم والحد من الشائعات بالتعاون مع نخبة من العلماء والخبراء المتخصصين في المجالات الفكرية والدينية والاجتماعية.
كما أطلق المعهد حملات توعية مستمرة بالتعاون مع الجامعات المصرية، بهدف تعزيز مفهوم الوسطية في الخطاب الديني، والتأكيد على قيم الحوار والتسامح، ومواجهة الشائعات والسلوكيات الهدامة.
وتُعد هذه المبادرات جزءًا من رؤية استراتيجية تستهدف بناء وعي طلابي مستنير، وتحصين الشباب من مخاطر الفكر المتطرف، وترسيخ دور الجامعة كحائط صد ثقافي وفكري في وجه التحديات.
ما تفسيرك لإقدام بعض الطلاب على الانتحار داخل الجامعات كما حدث مع طالبة كلية العلوم في جامعة الزقازيق؟
كنت شاهدًا على مثل هذه الوقائع، حيث طلب مني رئيس الجامعة متابعة حالة طالبة ألقت بنفسها من الدور الرابع، وبعد الفحص، تبيّن أن الطالبة كانت متفوقة دراسيًا ومتميزة دينيًا ولديها علاقات سوية مع زملائها.
لكن المفاجأة كانت أنها دخلت الامتحانات دون أن تكون مستعدة جيدًا، مما أدى إلى تحرير محضر غش ضدها، وعندما أخبرت والدها بما حدث، قال لها: «ياريتك كنتِ موتي أحسن!»، هذا التعليق الصادم دفعها إلى الإقدام على الانتحار، حيث كانت تفتقد التواصل الأسري والدعم النفسي.
في المعهد، نحرص على زرع الأمل بين الطلاب ونساعدهم من خلال التدريبات على كيفية مواجهة أي تحديات أسرية أو مجتمعية.
هل هناك تعاون بين المعهد والجامعات الأهلية والتكنولوجية لتعزيز الأنشطة الطلابية؟
بالطبع، يتعاون معهد إعداد القادة بشكل مستمر مع جميع الجامعات المصرية، سواء كانت حكومية أو أهلية أو تكنولوجية أو خاصة، بالإضافة إلى المعاهد العليا، ويأتي هذا التعاون في إطار حرص المعهد على تعزيز الأنشطة الطلابية وبناء جيل واعٍ ومثقف من الشباب الجامعي، كما يستهدف المعهد جميع فئات الطلاب من مختلف الجامعات والمعاهد، من خلال برامج تدريبية، وفعاليات ثقافية، وأنشطة رياضية وفنية، تسهم في تنمية المهارات القيادية وصقل الشخصية الطلابية.
ما الخطط المستقبلية لتطوير برامج إعداد القادة؟
يعمل معهد إعداد القادة وفق رؤية استراتيجية تستشرف المستقبل، وتقوم خططه المستقبلية على تطوير شامل ومتكامل لبرامج إعداد القادة، بما يواكب متغيرات العصر ومتطلبات الجمهورية الجديدة، ويسعى المعهد من خلال هذه الخطط إلى بناء جيل جديد من القادة الشباب المؤثرين، القادرين على المشاركة الفاعلة في تنمية الوطن وقيادة التغيير في مجتمعاتهم.
هل هناك فرص للطلاب للمشاركة في برامج دولية أو تبادل ثقافي من خلال المعهد؟
نعم، يحرص معهد إعداد القادة على فتح آفاق التعاون الدولي والإقليمي، حيث ينظم بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية برامج تدريبية، تشمل طلاب الجامعات المصرية والعربية، في إطار منظومة متناغمة تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والفكري بين الشباب العربي وتسهم فى مد جسور التواصل والحوار بين الطلاب من مختلف الدول العربية، وتعزيز الهوية الثقافية العربية المشتركة من خلال ورش العمل واللقاءات التفاعلية، وتبادل التجارب والخبرات القيادية والفكرية بين المشاركين، وإعداد كوادر طلابية عربية مؤهلة فكريًا وثقافيًا لقيادة مجتمعاتها في المستقبل.
ونظم المعهد حتى الآن 6 لقاءات وبرامج تدريبية جمعت بين الطلاب العرب والمصريين، تأكيدًا على دوره كمنصة عربية رائدة لصناعة القادة ودعم التكامل الثقافي والمعرفي بين الشباب.
كيف يتم تقييم تأثير البرامج التدريبية على الطلاب بعد انتهائها؟
يعتمد معهد إعداد القادة آلية تقييم شاملة لقياس أثر البرامج التدريبية على الطلاب، حيث يتم توزيع استبيانات دقيقة بعد كل ورشة عمل أو محاضرة أو لقاء حواري، بهدف رصد آراء المشاركين وتقييم مدى استفادتهم من المحتوى المقدم.
ولا يقتصر التقييم على الجانب النظري فقط، بل يتجلى التأثير الحقيقي في المبادرات والأفكار الإبداعية التي يطرحها الطلاب لاحقًا داخل جامعاتهم، حيث يقوم العديد منهم بتنفيذ مشروعات وأنشطة طلابية نابعة من المهارات والمعارف التي اكتسبوها خلال البرامج.
وتُعد هذه المبادرات دليلًا عمليًا على فاعلية البرامج، كما تسهم في تعميم الاستفادة على مستوى الجامعات، وتؤكد نجاح المعهد في بناء كوادر طلابية قيادية قادرة على إحداث تغيير إيجابي في بيئتها الجامعية والمجتمعية.


