الإفتاء تنبه على خطورة سب الصحابة: من يؤذيهم فقد آذى الله عز وجل

حذّرت دار الإفتاء من خطورة سب الصحابة الكرام رضي الله عنهم، مؤكدة أن ذلك يُعد من الكبائر التي نهى عنها النبي ﷺ صراحةً. واستند العلماء في تحذيرهم إلى عدد من الأحاديث النبوية والآثار الموثقة التي تُبين مكانة الصحابة وخطورة النيل منهم.
ففي حديث متفق عليه، قال رسول الله ﷺ: “لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه”. كما ورد عنه ﷺ قوله: “من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”، وهو حديث رواه الطبراني، دالٌّ على عِظَم الجُرم وكونه من علامات الكبائر.
“الإفتاء” تحذر من سب الصحابة
وشددت دار الإفتاء على أن الصحابة حملوا أمانة الدين ونقلوا الكتاب والسنة، ونبّهوا إلى أن الانتقاص منهم هو طريق أهل البدع والطعن في مصادر التشريع. ونقل الإمام أبو زُرعة الرازي قوله: “من انتقص أحدًا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق”.
وعزّز كبار الفقهاء والمحدثين هذا الموقف، إذ اعتبر الإمام ابن حجر الهيتمي أن سب الصحابة من الكبائر بلا نزاع. وأضاف ابن تيمية أن من سبّهم بما لا يقدح في دينهم أو عدالتهم يستحق التأديب، لكنه لا يُكفَّر بذلك ما لم يتجاوز الحدّ الشرعي.
كما أكد القاضي عياض والإمام الغزالي أن توقير النبي ﷺ يشمل احترام وتقدير أصحابه، وأن حسن الظن بهم واجب، مشددين على ضرورة الإمساك عمّا شجر بينهم، والاقتداء بفضائلهم وسيرهم.
ودعت الإفتاء إلى نبذ الروايات المشوّشة والمغرضة، والتمسك بما صحّ عنهم، والتأدب في الحديث عنهم، حفظًا لمقام الصحابة ومكانتهم التي نصّت عليها الشريعة الإسلامية.