زيارة إلى “الجنة البيضاء” وسط جبال الملح في بورفؤاد

مشهدٌ أبيض نقى يمتد أمامك فى صمتٍ ساحر، تنغمس قدماك بين تلال لامعة تشبه الثلوج، تحيط بك من كل جانب، وتغريك بالتقدم أكثر فأكثر، وكأنك تمشى فى حلمٍ شتوى وسط قلب الصيف. تغوص بين هذه التلال فى دهشة، إلى أن تكتشف أن ما يحيط بك ليس جليدًا، بل حبيبات ملح نقية، تتلألأ تحت الشمس وكأنها بلورات من الضوء.
هنا، فى جبال الملح بمنطقة بورفؤاد، يفاجئك التناقض، بين حرارة الشمس الساطعة وبرودة الأرض تحت قدميك. فتسير بين برك صغيرة من المياه المالحة تعكس زرقة السماء، فتُكمل اللوحة الصامتة التى تتشكل بين يديك.
هذه الجبال ليست مجرد مشهد طبيعى مدهش، بل جزء من تاريخ طويل بدأ عام 1859، حين تأسست ملاحات بورفؤاد لاستخراج الملح. واليوم، تُعد من أكبر مواقع إنتاج الملح فى الشرق الأوسط، بطاقة تتجاوز 300 ألف طن سنويًا.
لكن رغم الأرقام، تبقى التجربة البصرية والشعورية هى الأهم. المكان يأخذك إلى عالم آخر، لا يشبه البحر، ولا الصحراء، بل مساحة بيضاء خادعة.. تشبه الجنة، أو حلمًا نقيًا لا تريد أن ينتهى.
تحوّلت جبال الملح فى السنوات الأخيرة إلى وجهة مفضّلة لمحبى التصوير والمغامرات الخفيفة. الزوّار، خاصة من الشباب، يأتون لالتقاط صور تُشبه تلك التى تُؤخذ فى جبال الألب أو أراضى الثلج فى أوروبا، لكن من دون السفر ولا التأشيرات. الأبيض اللامتناهى، والسماء المفتوحة، يمنحان كل صورة طابعًا نادرًا، كأنها مأخوذة من عالم آخر.
رحلة إلى «الجنة البيضاء» بين جبال الملح فى بورفؤاد
رحلة إلى «الجنة البيضاء» بين جبال الملح فى بورفؤاد
رحلة إلى «الجنة البيضاء» بين جبال الملح فى بورفؤاد
رحلة إلى «الجنة البيضاء» بين جبال الملح فى بورفؤاد
رحلة إلى «الجنة البيضاء» بين جبال الملح فى بورفؤاد
رحلة إلى «الجنة البيضاء» بين جبال الملح فى بورفؤاد
رحلة إلى «الجنة البيضاء» بين جبال الملح فى بورفؤاد