«كنت أسير بشغف والجميع يصور».. شهادة «سما» قبل رحيلها في انفجار خط الغاز بطريق الواحات (خاص)

«كنت أسير بشغف والجميع يصور».. شهادة «سما» قبل رحيلها في انفجار خط الغاز بطريق الواحات (خاص)

«أنا كنت ماشية لوحدي مولعة، ومفيش حد بيقرب يساعدني.. كله كان بيصور بس».. كانت تلك واحدة من آخر الجمل التي نطقت بها سما عادل أمين عبدالمحسن، الطالبة بكلية طب الأسنان «قصر العيني» في جامعة القاهرة، ذات الـ23 عامًا، قبل أن ترحل متأثرة بإصابتها البالغة بعد نحو أسبوعين من انفجار خط الغاز بطريق الواحات، والذي أودى بحياة 8 أشخاص وأصاب 17 آخرين، وأدى لاحتراق 10 سيارات وموتوسيكل.

في شهادتها المسجلة قبل وفاتها، أمام النيابة العامة والتي تنفرد «المصري اليوم» بنشرها، إذ أدلت بها من داخل غرفة العناية بمستشفى «أهل مصر»، روت «سما» تفاصيل اللحظة التي تحولت فيها رحلة عودتها من الجامعة إلى منزلها إلى كابوس، حيث تحدثت عن الميكروباص الذي استقلته، وعن الطريق الذي بدأ يختنق تدريجيًا، عن الأصوات التي نادت السائق بالتوقف، عن لحظة الانفجار التي حاصرتها بالنار، عن الهروب بالرمل، والمارة الذين لم يمدّ أحدهم يد العون.

وكشفت في أقوالها عن محاولاتها لطلب النجدة، عن سيرها المشتعل وحيدة حتى وصلت نادي وادي دجلة، عن رفض المستشفيات استقبالها، عن معاناتها الطبية، وعن الشركات التي تتهمها بالإهمال والقتل بالإهمال.

هذه الأقوال دُوِّنت رسميًا قبل وفاة سما، التي لفظت أنفاسها الأخيرة يوم 14 مايو الماضي.. وإلى نص أقوالها.

س: ما تفصيلات حدوث إصابتك تحديدًا؟

ج: قالت: «اللي حصل إن أنا كنت مروحة من جامعتي في قصر العيني، وكنت راكبة ميكروباص اللي بيروح ميدان الحصري وبعد»مول مصر«بشوية في داخلة المحور الميكروباص دخل في البطئ، وكان الطريق بدأ يوقف شوية تقريبًا في الصف الثالث من العربيات لحدما السواق طلع قدام شوية، وأنا كنت راكبة ورا لقيت عمال بيرفعوا إيديهم وبيقولوا اقفوا محدش واخد باله».

وأضافت: «فأنا قلتلهم يا جماعة هيحصل حاجة وحشة محدش سمعني، وفجأة حصل انفجار كبير من على شمالي، وكان فيه واحدة جنب الباب نزلت وكل الناس بدأت تنزل وهما مولعين وأنا جريت بسرعة على رمل وطفيت نفسي فيه، والناس كانت سلبية ومحدش بيساعد حد وكله بيصور بس».

اقرأ أيضًا| مسؤول بجهاز أكتوبر يروي اللحظات الأخيرة قبل انفجار خط غاز طريق الواحات: «منعت اللودر.. رفض يوقف» (خاص)

وتابعت قائلة: «وأنا كلمت أهلي وقلتلهم يلحقوني ويقابلوني عند نادي وادي دجلة، وفضلت ماشية لوحدي مولعة، ومحدش بيساعد وأنا خليت أهلي يجو عند عند وادي دجلة علشان كنت خايفة عليهم من الحريقة، وهما جم عندي بسرعة وأخدوني على مستشفى الصفوت وعملوا معايا الإجراءات الطبية، وكلموا الإسعاف عشان تنقلني على مستشفى أهل مصر، قالوا مفيش عربيات إسعاف فاضية فاضطرينا نجيب عربية إسعاف خاصة وروحت على مستشفى أهل مصر وعملولي الإجراءات الطبية وعملت حتى الآن 4 عمليات ولسة باقي عمليتين وفي حد من كام يوم كلم بابا وقاله إنه من اتحاد مقاولين أكتوبر، ولو عايزين فلوس أو تعويضات وطلع حد من شركة المليجي، اللي كانت السبب في اللي حصلي وده كل اللي حصل، وأنا عايزة حقي».

طالبة طب الأسنان ضحية انفجار الواحات – صورة أرشيفية

س: متى وأين حدثت تلك الواقعة؟

ج: الواقعة حصلت يوم 30/4/2025 في طريق الواحات في الداخلة اللي بتودي لطريق المحور على الساعة 5 ونصف تقريبًا.

س: وما هي كانت مناسبة تواجدك بالمكان والزمان سالفي الذكر؟

ج: أنا كنت مروحه من جامعتي طب الأسنان «قصر العيني» والطريق وقف فجأة.

س: أذكرِ لنا تحديدًا كيفية وقوع ذلك الحادث؟

ج: أنا معرفش أنا لقيت حد بشاور وبيوقف العربيات، وأنا حسيت إن هيحصل حاجة وحشة فجأة لقيت انفجار شديد ونار في كل حتة.

اقرأ أيضًا| المتهم الثالث في قضية انفجار خط الغاز بطريق الواحات: «الشركات عادة لا تنسق مع الجهات قبل الحفر» (خاص)

س: وهل وقفت آنذاك على مكان حدوث ذلك التسريب؟

ج: لا بس هو في الأغلب كان الانفجار الأكبر على شمالي مكان الحفر.

والد طالبة طب الأسنان ضحية انفجار الواحات – صورة أرشيفية

س: وما الذي دعا قائد السيارة اقتيادك للتوقف بمكان حدوث الانفجار؟

ج: بسبب إن العربيات كانت واقفة وهو كان بيحاول يعدي بس ملحقناش، وكان في واحد بيوقف العربية.

س: وما الذي دعاك للنزول من السيارة؟

ج: انا نزلت أول ما حصل الانفجار.

س: وهل حدث الانفجار فور نزولك من السيارة.

ج: لا، هو أول ما حصل الانفجار والنار حاصرتنا من كل حتة في واحدة فتحت الباب، وكله نزل يجري.

س: وكم كان عدد مستقلي السيارة الأجرة رفقتك قبيل حدوث الانفجار؟

ج: العربية تقريبًا كلها كانت ركاب.

س: وما هو كان أثر ذلك الانفجار على جسدك؟

ج: جسمي كله كان مولع وبيسيح قدامي.

اقرأ أيضًا| المتهم الثالث في «انفجار خط الغاز بطريق الواحات»: غادرت الموقع قبل الانفجار وهربت إلى الزقازيق (خاص)

س: وما هي كانت وجهتك آنذاك بالنسبة لمصدر الانفجار؟

ج: في الأغلب كان على شمالي.

أسرة «سما» ضحية حادث الواحات- تصوير: محمد القماش – صورة أرشيفية

س: وما هو الذي بدر منك آنذاك؟

ج: أنا طلعت اجري وطفيت نفسي في الرمل، وكلمت أهلي ياخدوني من عند نادي وادي دجلة، وروحت مشي لحد هناك وكنت خايفة على أهلي من الانفجار.

س: وما هو كان آثر الانفجار على الأشخاص مقنادي السيارة رفقتك؟

ج: أنا مكنتش مركزة بس كان في ناس كتير كانوا مولعين، والدنيا كانت صعبة حواليا.

س: صفِ لنا الذي أبصرتيه تحديدًا آنذاك؟

ج: نار كبيرة وصويت وأنا كنت بسيح.

س: وهل أبصرتِ ثمة أشخاص مصابين غيرك في ذلك الحين؟

ج: كتير.

س: وما هي كانت حالتهم الحيوية آنذاك؟

ج: كلهم كانوا بيولعوا.

س: إذًا وكيف تم نقلك إلى المستشفى؟

ج: والدي ووالدتي أخدوني من عند نادي وادي دجلة.

س: وما هي تحديدًا الإصابات التي لحقت بكِ؟

ج: جسمي كله كان مولع حريق في كل مكان.

س: وهل تتهمِ ثمة أشخاص بالتسبب في حدوث ذلك الانفجار وإحداث إصابتك سواء عن عمد أو إهمال؟

ج: أيوة بتهم شركة العاز وشركة «المليجي» المنفذة وجهاز مدينة 6 أكتوبر وعايزة حقي.

اقرأ أيضًا| المتهم الثالث في انفجار خط غاز طريق الواحات: «لا توجد لي سوابق.. وما حدث كان دون عمد» (خاص)

س: وهل لديكِ أقوال أخرى؟

ج: لا.

ملحوظة: تبين لنا إن جسم المريض مغطي بالكامل بالشاش الطبي، ولا يستطيع التوقيع أو البصم وبسؤال الطبيب المعالج قرر بأنه لن يتمكن من التوقيع بكافة الطرق.