قطار شحن محدود التنقل: قصيدة لحسني الإتلاتي

قطار شحن محدود التنقل: قصيدة لحسني الإتلاتي

مساحة الحركة محدودة

نحن قطارات البضائع

عظيمو الفائدة

لكننا بثياب رثة

لا نصلح إلا

لنقل الرمال لمصانع الطوب

أو الجرانيت لمصانع الرخام

هم يريدوننا هكذا

كل قطار منا له خط سير محدد

وغير مسموح له بالخروج

عن الشريطين الأسودين

أذكر ذات مرة

أعجبتنى زهرة برية

كانت بيضاء مشربة بالحياء الأحمر

لم يكن مسموحا لى بالتقاط أنفاسى

فأكملت السير على نار الحسرة

نحن نسير

كما تريد هيئة السكك الحديد الموقرة

من المصنع للمحجر

ومن المحجر للمصنع

هكذا حتى ندخل تجربة الموت

والموت ليس راحة كما قد تظنون

سيقطعون أعضاءنا

لندخل أفرانا تصهرنا

لتعيدنا من جديد

كقضبان سور حديدى لسجون العصافير

أو كسياج لمزرعة الأزهار البرية

فى هيئة السكك الحديد

بعضنا قطار بضاعة

وبعضنا القطار ذو المقاعد الخشبية

وبعضنا من الاستانلس

ذو المكيفات وإسفنجى المقاعد

لكن هل تظنون

هذه الفوارق الظاهرية

تغير المصير

أبدا

كلنا كلنا له شريطان أسودان

وكلنا كلنا

يدخل آخر المطاف أفران النار

ليعيدوا تدويرنا