بعد العاصفة الرعدية.. دعوات لاتخاذ إجراءات جدية بشأن التحذيرات الدولية من غرق الإسكندرية وارتفاع منسوب البحر

بعد العاصفة الرعدية.. دعوات لاتخاذ إجراءات جدية بشأن التحذيرات الدولية من غرق الإسكندرية وارتفاع منسوب البحر

جددت العاصفة الرعدية التى تعرضت لها محافظة الإسكندرية، فجر السبت الماضى، مخاوف وتساؤلات العديد من المهتمين بالشأن العام وخبراء المعهد القومى لعلوم البحار في الاسكندرية، لاسيما بعد ارتباطها بالعديد من الدراسات العلمية التى صدرت عن مؤسسات علمية دولية مثل وكالة ناسا لعلوم الفضاء وغيرها والتى كشفت عن أن التغيرات المناخية المتطرفة الحادثة للمحافظة الساحلية قد تكون إحدى نتائجها ظواهر طبيعية متطرفة منها العاصفة التى هبت على الاسكندرية، محذرة من احتمالية غرق المدينة الساحلية خاصة بعد ارتفاع منسوب سطح البحر.

وحذرت دراسة حديثة صادرة عن جامعة «ميونخ التقنية» الألمانية، من تسارع تآكل سواحل الإسكندرية وانهيار مئات المباني، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط وتسرُّب المياه المالحة إلى أساسات المنشآت.

وقال الدكتور محمد شلتوت، أستاذ علوم البحار فى كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، أن تاريخ التغيرات المناخية في درجات الحرارة على ناحية المتوسط العالمى، بدأ منذ عام 1854 وحتى عام 1990، موضحاً ان درجة الحرارة ارتفعت بنسبة 6 درجة مئوية بنهاية الفترة المذكورة، وهو ما اعتبر دليلاً أولياً على التغيرات المناخية.

وأوضح إن التغيرات المناخية هي التغيرات المؤثرة على المدى البعيد على عوامل الأرصاد ومنها درجة الحرارة والأمطار وأنماط الطقس وتباعاً تؤثر على جميع عوامل الحياة المختلفة حيث يؤدي تغير المناخ إلى تغيير معدل توفر المياه، ما يجعلها أكثر ندرةً، ويؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، مشيراً الى أن مستوى سطح البحر أمام سواحل الدلتا المصرية، خاصة مدينة الاٍسكندرية لا يتعدى 29 سم وذلك خلال أسوأ السيناريوهات المستقبلية وهو ما يعنى ان مدينة الإسكندرية آمنة من الغرق ولكن يجب علينا إدارة السواحل بطريقة أكفأ للتعامل مع هذه الزيادة البسيطة .

وتحدث عن المخاطر المترتبة على قضية التغيرات المناخية، والتى تتمثل في غرق السواحل وما يتبعها من تهجير سكانها، واحتمالية الجفاف وما يتبعه من ندرة المياه وما يتبعه من تأثير على الزراعة، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة وما يتبعها من هجرة الكائنات الحية ناحية الشمال.

مجدى عفيفى رئيس حزب الأحرار الدستوريين – صورة أرشيفية

وقال السياسى محمد مجدى عفيفى، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، أنه على الدولة التعامل مع التحذيرات العلمية الدولية بشأن تعرض المدينة للغرق مأخذ الجدية والدراسة المتعمقة من خلال خبراء من أساتذة المعهد القومى لعلوم البحار وكلية العلوم والعلوم البحرية من اجل تحديد آليات وطرق التعامل مع هذه التحذيرات من خلال خطط مستقبلية لإنقاذ المدينة الساحلية من الغرق.

وأوضح «عفيفى»، في تصريحات لـ «المصرى اليوم»، أن الحدث عن تدمير 280 مبنى خلال العقدين الماضيين، مع تعرض 7 آلاف مبنى لخطر الانهيار خلال الفترة المقبلة أمر خطير ويحتاج الى دراسة علمية عميقة من متخصصين ، فضلا عن ضرورة تحرك الدولة للرد على هذه التحذيرات التى تؤكد احتمالية غرق أجزاء من مدينة الإسكندرية بسبب تداعيات التغير المناخي المعروف بالتغيرات المناخية وفوران البحر.

النائب أبوالعباس فرحات تركى – صورة أرشيفية

وقال ابو العباس فرحات تركى، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزة في الاسكندرية، أنه على الرغم من أن التغيرات المناخية تواجه معظم دول العالم ولن تتوقف وستضرب كل الأنظمة البحرية الا أن مصر ستعاني بشكل كبير خاصة وان أجزاء من مدينة الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ تواجه خطر الغرق والاندثار الامر الذي يتطلب التحرك بسرعة لوضع خطط مستقبلية للتعامل مع الأزمة.

وأضاف «تركى»، لـ «المصرى اليوم»، أن جميع الدراسات العلمية والأبحاث الدولية الصادرة عن مؤسسات علمية عالمية تتحدث عن غرق أجزاء من مدينة الإسكندرية وتأثر المدينة الساحلية بسبب التغيرات المناخية، بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر وفوران البحر أما يتطلب الاستعداد الجيد من مشروعات حماية بحرية .

على الدسوقى عضو مجلس النواب – صورة أرشيفية

وأعرب المهندس على الدسوقي أحمد، عضو مجلس النواب عن دائرة الرمل في الاسكندرية، عن تخوفه الشديد من تأثير التغيرات المناخية بشكل يتسبب في غرق أجزاء من الاسكندرية نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر، مشيراً الى أن تصريح عالم ناسا عصام حجي باحتمالية تعرض أجزاء كبيرة من الإسكندرية وضواحيها ومناطق بشمال مصر للغرق أمر يحتاج الى وقفة لانقاذ المدينة الساحلية.

وقال «الدسوقى» ، في تصريحات لـ «المصرى اليوم»، أن التغيرات المناخية قضية محورية معقدة وعلينا إجراء تقييم شامل لإدارة الأزمات حتى نكون في وضع الاستعداد الجيد إلى عواصف وكوارث بيئية او بحرية قد تحدث في المستقبل نتيجة التغير المناخي وارتفاع منسوب سطح البحر ، مشيداً بأجهزة محافظة الإسكندرية في إدارة أزمة العاصفة الرعدية التى وقعت السبت الماضي لكن العواصف المستقبلية قد تكون اشد واصعب الامر الذى يستلزم ان تكون الجاهزية في جميع الأجهزة على أعلى مستوى.

النائب محمد الحمامى – صورة أرشيفية

وقال الدكتور محمد حسين الحمامى، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزة بالاسكندرية، أن عاصفة السبت كانت بداية اختبار حقيقي لكيفية إدارة الأزمات والكوارث في الاسكندرية، مشيرا الى أنه وإن كانت المحافظة نجحت في التعامل معها وتقليل تأُيراتها الا ان التغيرات المناخية صعبة وتحتاج الى استعدادات خاصة للتعامل معها ومواجهتها .

وأوضح «الحمامى» ، في تصريحات لـ «المصرى اليوم»، أنه على الدولة التحرك بخطط علمية واقعية لمواجهة خطر التغيرات المناخية ومنع غرق المدينة او تقليل الآثار السلبية لفوران البحر، من خلال إقامة مشروعات حماية بحرية للشواطئ على طول خط ساحل كورنيش الإسكندرية ، واتخاذ تدابير عاجلة لتجنب الاسكندرية خطر الغرق لمواجهة الأمطار المتزايدة بسبب ظاهرة التغيرات المناخية.