«تحالف الشركات المصرية» يناقش صعوبات التأمين الصحي في السوق المحلية

استعرض اتحاد شركات التأمين التحديات التى تواجه التأمين الطبى بسوق التأمين المصرية، حرصًا على مواكبة تطورات صناعة التأمين وتعزيز الحوار حول القضايا الراهنة.
وأبرز المشاركون فى الورشة التحديات التى تواجه قطاع تأمينات الرعاية الصحية فى السوق المصرية، مع تسليط الضوء على التحديات الفنية والتشغيلية والتسويقية، إلى جانب مناقشة التوصيات والمقترحات التى من شأنها تطوير هذا القطاع الحيوى، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمؤمن لهم.
وشهدت الورشة – أمس – حضوراً مميزاً من قيادات شركات التأمين، وخبراء القطاع الصحى، وممثلين عن الجهات الرقابية والمعنية، ما أتاح منصة حوار ثرى لتبادل الرؤى وطرح الحلول العملية التى تصب فى صالح تطوير سوق التأمين الطبى فى مصر.
افتتح الورشة هيثم طاهر، العضو المنتدب لشركة متلايف لتأمينات الحياة، نائب رئيس الاتحاد، والمشرف على أعمال لجنة الرعاية الصحية، مؤكدا أهمية دعم صناعة التأمين الطبى ورفع كفاءة السوق المصرية.
تناول تامر تمام، رئيس لجنة الرعاية الصحية بالاتحاد، خلال إدارته الجلسة الأولى، تطور نشاط التأمين الطبى خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيرا إلى التحديات الكبرى التى تواجه التأمين الطبى فى مصر، وعلى رأسها عزوف شركات الإعادة عن السوق نتيجة سياسات اكتتابية خاطئة وارتفاع الخسائر.
لفت تمام إلى تأثيرات التضخم وتقلب سعر الصرف، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية وزيادة الخسائر على شركات التأمين، فيما أوصت لجنة الرعاية الصحية بضرورة إبرام اتفاقيات إعادة تأمين دولية أو إنشاء كيان وطنى قوى لإعادة التأمين لدعم استقرار هذا القطاع الحيوى.
وناقشت الجلسة الثانية قضية الاحتيال، وسوء استخدام الخدمة الطبية، وأثره على كلفة التأمين الطبى، حيث تناول الدكتور شريف فتحى يوسف، رئيس مجلس إدارة شركة عناية مصر، مفهوم الاحتيال، وسوء استخدام الخدمة الطبية، مبينًا أسبابه مثل النظرة الخاطئة للتأمين كجريمة بلا ضحايا واعتياد البعض على استغلال النظام لتحقيق مكاسب.
استعرض يوسف الآثار السلبية لتلك الظاهرة على شركات التأمين من خلال رفع معدلات الخسارة، وزيادة الأقساط، وتهديد الاقتصاد القومى والصحة العامة، مؤكدا ضرورة اتخاذ إجراءات لمكافحة الاحتيال من خلال رصد دلالاته، وفهم دوافعه، وتوعية جميع الأطراف بأثره المدمر على استدامة التأمين الطبى.
تناول أحمد حجازى، عضو لجنة الرعاية الصحية باتحاد شركات التأمين المصرية، الأسس الفنية لاكتتاب التأمين الطبى، موضحًا أن الاكتتاب الناجح يبدأ من تقييم دقيق لمجموعات العملاء حسب حجمها وتركيبتها، مع الالتزام بتصنيفات عادلة لا تستند إلى معايير تمييزية.
استعرض حجازى خطوات عملية الاكتتاب، من جمع البيانات وتحليلها لتحديد الأقساط المناسبة، إلى استخدام أدوات متقدمة، مثل تحليل الاتجاهات الطبية ونماذج التنبؤ الإحصائية لتقدير المخاطر والتكاليف المستقبلية بدقة. مؤكدا أهمية التطور المستقبلى للاكتتاب عبر استخدام النماذج الخطية المعممة، وتحليل المخاطر حسب الأمراض، وتحليل السلاسل الزمنية لتحسين التسعير وتوجيه الموارد بشكل أكثر فاعلية.
وناقشت الورشة أثر الذكاء الاصطناعى على تطور نشاط التأمين الطبى، ودوره فى الحد من الاحتيال وتحسين تقييم المطالبات والمخاطر، من خلال التحليلات الاستباقية واكتشاف الأنماط غير المنطقية، وأثر التضخم على نشاط التأمين الطبى.
وأشارت داليا شوقى، نائب رئيس لجنة الرعاية الصحية، إلى تأثير التضخم على التأمين الطبى فى مصر، موضحة أن التضخم أدى إلى ارتفاع كبير فى تكاليف الرعاية الصحية، خاصة فى بندى الأدوية والإجراءات الطبية داخل المستشفيات، حيث يمثلان أكثر من ثلثى إجمالى التكلفة العلاجية.
أوضحت شوقى أن بعض ممارسات المستشفيات الاستثمارية ساهمت فى تفاقم المشكلة، إلى جانب وجود مستلزمات غير خاضعة للتسعير الرسمى تتسبب فى زيادات مفاجئة.