نورهان الشيخ: الشخصية الإيرانية تتمتع بالثبات… والحسم غير مرجح في المستقبل القريب

قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، إنّ الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران لا تُفضي إلى منتصر واضح، مؤكدة أن المعركة تحوّلت إلى «لعبة بالنقاط» وليست ضربة قاضية لأي من الطرفين.
وأوضحت أن الوضع الحالي يعكس حالة استنزاف متبادل، يتقدم فيها طرف على حساب الآخر دون أن يحسم النزاع بشكل نهائي، مشيرة إلى أن طبيعة هذا الصراع المفتوح تجعل الانتصار الشامل مستبعدًا في الوقت الراهن.
وأضافت الشيخ، خلال حوارها مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبوبكر، مقدم برنامج «آخر النهار»، عبر قناة «النهار»، أنّ إيران تمتلك خصوصية في تجربتها التاريخية، فقد خاضت حروبًا طويلة من قبل، أبرزها الحرب مع العراق التي استمرت نحو ثماني سنوات، كما أنها تعيش تحت طائلة العقوبات منذ عقود، منذ قيام الثورة الإسلامية.
وبيّنت أن هذا التاريخ منحها نوعًا من الصلابة والقدرة على التكيّف، مشيرة إلى أن القيادة الإيرانية أعدّت نظامًا مؤسسيًا يُعرف بـ«العشرة المرشحين»، بحيث يتم تعيين بدائل فورية لأي قيادة تُغتال أو تُستهدف، لضمان استمرار الدولة دون اضطراب.
وتابعت، أنّ إيران ليست دولة صغيرة، بل هي دولة ذات عمق استراتيجي كبير وتعداد سكاني يتجاوز 88 مليون نسمة، مما يجعل فكرة الانهيار السريع غير واقعية، مؤكدة، أن من الصعب التنبؤ بمصير الحرب مع دولة بهذا الحجم والهيكل، خصوصًا في ظل البنية السياسية التي أعدّت نفسها لمثل هذه السيناريوهات.
واختتمت الشيخ حديثها بالإشارة إلى أن الانكشاف الاستراتيجي لم يعد حكرًا على دول بعينها، فمع تطور تقنيات الاستشعار والأقمار الصناعية، أصبحت معظم دول العالم مكشوفة لبعضها البعض، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأكدت أن إيران ربما لا تستطيع إيذاء الداخل الأميركي مباشرة، لكنها بالتأكيد قادرة على إلحاق الضرر الكبير بالوجود الأميركي في المنطقة، خاصة في العراق والخليج، وهو ما يجعل أي تدخل مباشر من واشنطن محفوفًا بالمخاطر المحسوبة.