لبنان: طائرات مسيرة إسرائيلية تحلّق في الأجواء وقلق من الدخول في حرب جديدة

ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أن هناك تحليق مكثف، لطائرة «مسيرة» إسرائيلية في أجواء مدينة بيروت على علو منخفض جدا، وصولا إلى أجواء الضاحية الجنوبية للعاصمة، وفي المقابل ذكرت وسائل إعلام دولية أن هناك تخوفات من دخول لبنان على خط الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل.
ووفقا لما نقل موقع إذاعة «مونت كارلو»، فإنه بين عمليّتي «الأسد الصاعد» الإسرائيلية و«الوعد الصادق 3»، الإيرانية، تشهد القرى الجنوبية الحدودية يوميا اعتراض عشرات الصواريخ الإيرانية في سمائها، وهو ما يقلق السكان فيها، في وقت غادر العديد منهم قراهم وشهدت محطّات المحروقات وزحمة خانقة تحسّبًا لأي تطوّر في الداخل اللّبناني، وتابعت: مع اكتفاء «حزب الله» بإصدار بيان إدانة للهجمات الإسرائيلية وعدم إصداره قرار واضح وصريح يجزم عدم المشاركة العسكريّة تحت أيّ ضغط، لا ثقة للجنوبيّين بتحييدهم عن الصّراع وبالتالي فعدم الاستقرار والتخوّف من الخطوة التالية هو الهاجس الأكبر الذي يشغلهم.
ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»، أن تحييد لبنان عن الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة، ويحظى برعاية رؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام، سعيًا إلى إقامة شبكة أمان سياسية تحميه من ارتداداتها على الداخل، وتنأى به عن الانخراط فيها، آخذًا بالنصائح الدولية والعربية التي أُسديت إليه بضرورة التزامه وقف النار، وقطع الطريق على من يحاول استدراجه إلى الدخول في مواجهة، من شأنها أن توفر الذرائع لإسرائيل لتوسيع اعتداءاتها التي لن تقتصر على الجنوب ويمكن أن تمتد إلى أمكنة تُدرجها في بنك أهدافها.
وتابعت: اطمئنان لبنان الرسمي بعدم تورط «حزب الله» في الحرب أو إسناده إيران، ووقوفه خلف الدولة بالتزامه وقف النار، يدفعانه إلى الالتفات إلى الساحة الفلسطينية لضبط أداء الفصائل ومنعها من استخدام لبنان منصة لإطلاق الصواريخ بهدف تسجيل موقف، على غرار إطلاق حركة «حماس» سابقاً عدداً من الصواريخ من بعض البلدات الواقعة في شمال الليطاني وتطل على جنوبه، وأردفت أنه لا مجال للتهاون مع من يحاول استغلال الحرب بين إيران وإسرائيل لتسجيل المواقف الارتجالية والعشوائية، فيما بادر لبنان الرسمي إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على نحو لا يمكن لأحد المزايدة عليه شعبوياً، أخذاً في الحسبان التحذيرات التي بعثت بها إسرائيل، من خلال الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ولجنة الرقابة المشرفة على تطبيق وقف النار، بردّها القاسي ودون حدود في حال استُخدمت أراضيه لإطلاق الصواريخ تضامناً مع إيران.
وفي تقرير أخر، أطاحت الحرب الإيرانية- الإسرائيلية كلَّ الجهود التي تُبذل منذ أسابيع لضمان موسم سياحي غير مسبوق منذ سنوات في لبنان، ومع إلغاء العدد الأكبر من الشركات الأجنبية رحلاتها إلى بيروت، وعدم اتضاح ما إذا كانت هذه الحرب ستستمر طويلاً أو أنها قد تشمل بلداناً جديدة، كلها عوامل دفعت بآلاف السياح، الذين كانوا يخططون لتمضية الصيف في لبنان، إلى إلغاء حجوزاتهم، واقتصر ما تبقى من حجوزات على عدد من المغتربين اللبنانيين الذين ما زالوا يأملون أن تتحسن الأحوال في الأسابيع المقبلة.
وتابعت: من أبرز العوامل التي تجعل السياح الأجانب يلغون حجوزاتهم، ويتجنبون زيارة لبنان، تخوفهم من تطور الأوضاع أكثر بعد تمدد الصراع في المنطقة؛ مما يجعلهم محاصرين وغير قادرين على العودة إلى دولهم، وقطاع السياحة في لبنان كان يُعدّ العمود الفقري للاقتصاد اللبناني وكان يُدخل أكثر من 8 مليارات دولار سنوياً إلى البلد قبل عام 2011، مساهماً بنحو 20 % من الناتج المحلي الإجمالي، لكنه تأثر بشكل أساسي باندلاع الحرب السورية وتبعاتها.