الرقابة العسكرية في إسرائيل: الوسيلة الرئيسية لتخفيف المعلومات عن خسائرها تجاه المواطنين والأعداء (تقرير)

الرقابة العسكرية في إسرائيل: الوسيلة الرئيسية لتخفيف المعلومات عن خسائرها تجاه المواطنين والأعداء (تقرير)

تعتبرالرقابة العسكرية في إسرائيل واحدة من أهم الأدوات المستخدمة للسيطرة على الرأي العام والتأثير في مسار المعارك.

ويشار إلى أن «الرقابة العسكرية» هي وحدة عسكرية تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» في الجيش الإسرائيلي، ويقف على رأسها ضابط يُعرف باسم «الرقيب العسكري».

فعلى سبيل المثال، خلال متابعة الإعلام العبري في سير العمليات العسكرية، تجده ينشر الخبر مرفقا إياه بعبارة «سُمِح بالنشر».

فمنذ قيام دولة الاحتلال كان الحفاظ على الصورة العامة لها وأمن المعلومات، أمرًا مركزيا؛ ما أدى إلى تبني نظام رقابة صارم يهدف إلى التحكم في المعلومات الحساسة، ومنع تسرّبها إلى «العدو» أو إلى المستوطنين على السواء.

منع المعلومات لأعداء الاحتلال

ترجع جذور الرقابة العسكرية في «إسرائيل» إلى الأيام الأولى لقيام «دولة» الاحتلال، إذ أكد ديفيد بن جوريون، في خطابه الشهير في يناير عام 1948 على أهمية وجود «صحافة ناقدة»، لكنه شدد على ضرورة عدم إعطاء :«معلومة للعدو، وألا نساهم في دبّ الفزع في أوساط الجمهور».

ولا تقتصر الرقابة، على ما يُنشر في وسائل الإعلام أثناء الحروب، بل تمتد لتشمل الأوقات العادية، إذ يعمل الرقيب العسكري على اتجاهين، الأول هو التحذير من نشر بعض المواد، والثاني هو توزيع مواد يجب عدم التطرق إليها مطلقاً.

فقد أجبرت سلطات الاحتلال وسائل الإعلام على الامتناع عن بث خطابات قادة المقاومة الفلسطينية، فقد كشف موقع «واللا» الإسرائيلي عن اعتقال 3 عمال من مدينة القدس في عام 2014 بسبب تصويرهم لإطلاق الصواريخ على مدينة أسدود ونشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد وجّهت لهم تهماً بالإرهاب.

صعوبة الحظر في الوقت الراهن

على الرغم من التشديد الرقابي، فقد أصبحت وسائل الإعلام الحديثة وكاميرات الهواتف المحمولة أدوات حاسمة في مواجهة القوى العسكرية المتقدمة تكنولوجياً، حيث لا تستطيع إسرائيل حظر هذه الوسائل.

فعلى سبيل المثال، أفشلت عمليات المقاومة الفلسطينية لاسيما كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس خطة إسرائيل في تلميع صورتها، وما ساهم في ذلك انخراطها في قطاع غير خاضع لسيطرتها.

كذلك ساهم توثيق مواطني دول مثل لبنان والأردن ودول والعراق ودول خليجية للهجمات الصاروخية الإيرانية التي تمر بأجوائهم، وصولًا للأراضي المحتلة وتوثيق فلسطينيين وإسرائيليين لهذه العمليات في كشف عدم قوة الدفاعات الجوية للاحتلال.