محمد عبدالهادي يكتب: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز إنتاج النفط؟

محمد عبدالهادي يكتب: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز إنتاج النفط؟

تواجه صناعة البترول تحديات كبيرة ومستمرة، من أبرزها التناقص الطبيعي للإنتاج، وضمان سلامة العمليات، وحماية الإنسان والأصول المملوكة للشركات. وفي هذا السياق، برز الذكاء الاصطناعي (AI) كأحد أهم الأدوات الحديثة القادرة على إحداث تحول جذري في هذا القطاع، بما يدعم كفاءته ويزيد إنتاجيته.

تشير الإحصائيات إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي عالميًا بلغ 224 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يقفز إلى 1.236 تريليون دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات مؤسسة NMSC الأمريكية، وهو ما يعكس حجم الاستثمارات المتنامي في هذا المجال.

الفرق بين الذكاء الاصطناعي والبرامج التقليدية

يتميز الذكاء الاصطناعي عن البرامج المكتبية التقليدية بقدرته على محاكاة القدرات البشرية في الأداء واتخاذ القرارات، حيث يستطيع:
•تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة فائقة.
•التعلم المستمر وتطوير أدائه لحظيًا.
•تقديم حلول تفاعلية وذكية تتكيف مع المتغيرات المختلفة.

بينما تعمل البرامج التقليدية ضمن أطر محدودة لتحليل البيانات وتحسين الأداء دون القدرة على التطوير الذاتي أو التفاعل الذكي.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة البترول

يمتد تأثير الذكاء الاصطناعي إلى مختلف مراحل الصناعة، بدءًا من الاستكشاف والإنتاج وصولًا إلى النقل والمعالجة، ومن أبرز هذه التطبيقات: 1.زيادة الإنتاج من الحقول الناضجة (Brown Fields) وتطوير عمليات التكسير الهيدروليكي (Hydraulic Fracturing):
يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الآبار وتحديد أفضل الطرق لتحفيز الإنتاج وزيادة كفاءة استخلاص النفط.
2.تحليل البيانات الجيولوجية الضخمة:
تعتمد الشركات العالمية على الذكاء الاصطناعي لتحديد مواقع الحفر بدقة أكبر، مما يقلل مخاطر الاستكشاف والتنمية، خاصة في الآبار البحرية التي قد تصل تكلفة حفر الواحد منها إلى 100 مليون دولار.
3.حل المشكلات أثناء عمليات الحفر والصيانة التنبؤية للمعدات:
يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يتيح التدخل السريع للحفاظ على المعدات وإطالة عمرها التشغيلي، ومنع التوقفات المفاجئة التي تعطل الإنتاج. 4.الأتمتة (Automation) وتحسين إدارة المخزون:
يسهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام، وضبط مستويات المخزون بدقة، وتقليل المواد الراكدة، ما يوفر ملايين الدولارات ويعزز سرعة تلبية احتياجات الحفر والإنتاج.
5.رفع كفاءة استهلاك الطاقة:
من خلال التوأمة الرقمية (Digital Twin)، يمكن محاكاة العمليات الصناعية بشكل افتراضي وتحليلها للوصول إلى أفضل ظروف التشغيل، مما يقلل استهلاك الوقود والمصاريف التشغيلية ويحقق الاستدامة.
6.مراقبة خطوط الإنتاج والشحن وحمايتها:
توفر أنظمة المراقبة المتقدمة والطائرات المسيرة (Drones) حماية مستمرة للبنية التحتية، بما يقلل التآكل، ويمنع التسريبات، ويحمي الأصول من التعديات أو السرقات، وهو ما يضمن استمرار تدفق الإنتاج بأمان.

الذكاء الاصطناعي.. نحو كفاءة أعلى وإنتاجية أكبر

إن تسارع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة البترول يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق:
•سرعة اتخاذ القرارات التشغيلية والمالية.
•خفض التكاليف وتحسين الأداء المالي للشركات.
•تشجيع الابتكار وتطوير الحلول العلمية.
•رفع كفاءة الطاقة وتحقيق الاستدامة.

وبذلك، يشكل الذكاء الاصطناعي فرصة استراتيجية لزيادة الإنتاج ومواجهة التحديات، بما يدعم أهداف قطاع البترول المصري ويعزز مساهمته في تحفيز الاقتصاد الوطني ودعم خطط التنمية المستقبلية.