رأي شخصي: درع الوزير.. هل هو تكريم أم تمهيد للرحيل؟

في إطار جهود وزارة البترول والثروة المعدنية لتعزيز مساهمة قطاع التعدين في الاقتصاد الوطني، عقد وزير البترول، اجتماعًا مهمًا مع الدكتور ياسر رمضان، رئيس هيئة الثروة المعدنية، بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية.
اللقاء ركز حول مناقشة الرؤى المستقبلية لتطوير قطاع التعدين، في ضوء التحديات الراهنة والمستجدات على الساحة، خاصة بعد النجاح (النسبي) الذي حققه منتدى مصر للتعدين منتصف يوليو، (ولعل هذا النجاح من وجهة نظرهم)، وما أظهره من رغبة جادة من المستثمرين في العمل بمصر، شريطة تحديث الإطار التنظيمي والتشريعي وزيادة فاعلية الهيئة كمظلة حقيقية للاستثمار.
نلاحظ انه خلال الاجتماع، شدد الوزير على أهمية: تحويل الهيئة إلى كيان اقتصادي مرن وجاذب للاستثمارات ، وهذا ما حدث ولا ادري لماذا ذكره الوزير ثانيةً، كذلك تحديث نظم الاتفاقيات التعدينية بما يواكب الممارسات العالمية ومنح الأولوية لشركات الاستكشاف الناشئة وإزالة العقبات التي تواجهها، والإسراع بإعداد اللائحة التنفيذية لقانون الثروة المعدنية وكافة اللوائح التنظيمية المرتبطة. ودراسة العروض الخاصة بالمسح الجوي وتحليل بيانات التعدين لدعم خطوات الاستكشاف المستقبلية، وتنظيم جلسات عمل دورية مع فرق الهيئة، لضمان تطوير الكوادر البشرية ورفع كفاءتها.
وهناك حدث يستحق التوقف ، وهو التكريم الذي يطرح التساؤلات ، فقد اختُتم الوزير الاجتماع بتكريم لافت للجيولوجي ياسر رمضان، حيث منحه درع الوزارة تقديرًا لجهوده في قيادة الهيئة خلال الفترة الماضية، مع توجيه الشكر لفريق العمل على مساهماتهم في النهوض بالقطاع.
غير أن هذا التكريم، في توقيت كهذا، يثير تساؤلات مشروعة داخل أروقة القطاع ومنها : هل هو بالفعل تكريم خالص لمسيرة ناجحة؟ أم أنه تكريم يُمهّد لقرار قريب ؟
التاريخ المهني في قطاعات الدولة كثيرًا ما شهد تكريمات تسبق قرارات الإقالة أو الإعفاء، خاصة حين تُراد تمرير التغيير بهدوء ودون صدامات، أو عندما يكون الوزير بصدد إعادة ترتيب المشهد وفق رؤيته الخاصة، فهل يلوّح الوزير بالتغيير؟
من الواضح أن كريم بدوي يرغب في ضخ دماء جديدة في بعض مفاصل القطاع، وقد ألمح في مناسبات سابقة إلى حاجته لفريق متجانس قادر على تنفيذ توجهاته الطموحة في ملف التعدين، وفي ظل مؤشرات متداولة عن اتجاه لتسريع وتيرة العمل وتحقيق نتائج ملموسة خلال فترة وجيزة، فإن البقاء في المواقع القيادية بات مرهونًا بالقدرة على التنفيذ السريع والفعال.
خلاصة القول: الاجتماع حمل رسائل مهمة تعكس جدية الوزارة في إنعاش قطاع التعدين، لكنه أيضًا قد يكون بداية فصل جديد على مستوى القيادة داخل هيئة الثروة المعدنية، وسواء كان التكريم مقدمة للخروج أم تثمينًا للاستمرار، فإن الأيام القليلة المقبلة وحدها ستفصح عما إذا كانت الهيئة ستواصل طريقها بقيادة الجيولوجي ياسر رمضان، أم أن صفحة جديدة تُكتب بهدوء في كواليس الوزارة ،،،والسلام .
#سقراط