رسالة إلى الوزير والبطل: لماذا لا يتم تخصيص طائرة إسعاف من PAS لإنقاذ حياة العاملين؟

في ظل الظروف التشغيلية التي يعمل فيها قطاع البترول، وما يحيط به من مخاطر يومية ناتجة عن نقل وتداول المواد البترولية والغازية، تصبح الحاجة إلى استحداث وسائل إنقاذ متطورة وعاجلة ضرورة وليست رفاهية. ولعل الحادث المأساوي الذي راح ضحيته الشهيد خالد شوقي، نتيجة حريق إحدى شاحنات المواد البترولية، يمثل جرس إنذار قوي يفرض علينا التفكير في أدوات أكثر سرعة وفاعلية للتعامل مع مثل هذه الحالات.
قطاع البترول يمتلك أحد أهم عناصر البنية التحتية المتقدمة وهو أسطول شركة خدمات البترول الجوية (PAS)، الذي يقدم خدمات الطيران في مواقع نائية وحساسة تخدم عمليات الحفر والاستكشاف. ومن هذا المنطلق، يأتي اقتراح تخصيص طائرة إسعاف طائر من هذا الأسطول، مجهزة طبيًا، وتعمل تحت منظومة طوارئ شاملة داخل القطاع، لتكون في أتم الجاهزية للتدخل السريع عند وقوع حوادث جسيمة سواء في الحقول أو على الطرق أثناء نقل الوقود.
وتأتي أهمية أبعاد المقترح ، في التجهيز الطبي، حيث يتم تجهيز طائرة إسعاف واحدة على الأقل بوحدة عناية مركزة طائرة، ومعدات الإنعاش المتقدمة، تحت إشراف طاقم طبي متخصص ومدرب، وكذلك إنشاء غرفة تحكم وتنسيق مركزية تعمل على مدار الساعة، تتلقى بلاغات الحوادث من مختلف مناطق التشغيل والنقل، وتنسق الإقلاع الفوري للطائرة، ومن الممكن أن يتمركز الإسعاف الطائر في موقع استراتيجي (مثل مطار غرب القاهرة أو مطار رأس شقير)، لتغطية أكبر عدد ممكن من المناطق خلال دقائق ، وتكون هناك آلية ربط مباشر بين الإسعاف الطائر ووحدات الإسعاف الأرضية لسرعة النقل المشترك حسب موقع الحادث.
وقد يتطلب ذلك تدريبات دورية ومحاكاة ، بحيث تُجرى تدريبات دورية على مستوى الحقول وشركات النقل للتعامل مع الحوادث الطارئة وطلب الدعم الجوي، في بداية الأمر حتى يكتمل .
الحوادث بقطاع البترول ليست نادرة، بل تقع بشكل متكرر نتيجة خطورة المواد المتداولة، لأنه يمتلك بالفعل الإمكانيات المالية واللوجستية والبشرية لتطبيق الفكرة دون الحاجة لاعتماد خارجي، كما أنه قطاع وطني يخدم الاقتصاد والدولة، وأرواح العاملين فيه لا تقدر بثمن،و إذا بادر القطاع ونجح في تطبيق هذا النموذج، فقد يصبح قدوة تُحتذى لبقية القطاعات في مصر.
قد يبدو تخصيص طائرة إسعاف تكلفة كبيرة، لكنها في حقيقة الأمر استثمار في الحياة، وتطبيق عملي لمبدأ “السلامة أولاً” الذي طالما تبناه القطاع في منشوراته وتعليماته. بل وتعيين وكيل أول للوزارة للسلامة وهو الدكتور علاء البطل ، نحن لا ننتظر وقوع الحوادث لنبكي على الضحايا، بل نتطلع إلى وقتٍ تصبح فيه النجدة حاضرة بالسماء، كما هي حاضرة على الأرض.
تخصيص طائرة إسعاف طائر ليس فقط وفاءً لذكرى خالد شوقي ومن سبقوه، بل هو رسالة واضحة مفادها : أن الإنسان في قطاع البترول ليس مجرد عامل ، بل هو ثروة لا تُعوض ولا تقدر بثمن ،،فهل ينفذ الوزير الفكرة وهل يتبناها الدكتور علاء البطل والمهندس صلاح عبدالكريم،،،والسلام .
#سقراط