القدس المحتلة: الاحتلال يفرض حصارًا على المدينة ويستمر في منع دخول المصلين إلى الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
قالت محافظة القدس إن التصاعد الإسرائيلي الميداني يستهدف خنق مدينة القدس، وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني، عبر تركيب بوابات حديدية جديدة، وتكثيف الحواجز العسكرية، إلى جانب تسريع وتيرة التوسع الاستيطاني والضم.
وأوضحت محافظة القدس، في بيان لها، اليوم الأربعاء، اطلع عليه المركز الفلسطيني للإعلام، أن سلطات الاحتلال اليوم ركبت بوابة جديدة عند مدخل بلدة عناتا شمال شرق المدينة، سبقها بأيام قليلة ماضية تركيب بوابة عند مدخل جبع، وأخرى عند مدخلي بلدة حزما، في إطار تصعيد متسارع يندرج ضمن سياسة إسرائيلية لتقطيع أوصال المدينة والتحكم الكامل في الحركة داخلها.
وبينت، أن هذه التطورات تأتي بالتزامن مع استغلال الاحتلال للعدوان الأخير على قطاع غزة والتصعيد مع إيران، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تمرير مخططات الضم وتوسيع حدود بلدية القدس، وزيادة أعداد المستوطنين، وبناء مستعمرات جديدة في المنطقة، في ظل انشغال العالم عما يجري في المدينة المحتلة.
قوات الاحتلال تواصل إغلاق القدس القديمة أمام الأهالي وتمنع دخولهم بحجة الوضع الأمني وذلك أسوة بإغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك pic.twitter.com/q0ImEH7wsZ
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) June 18, 2025
وتشهد المدينة في الوقت ذاته تشديدات غير مسبوقة عند الحواجز العسكرية الرئيسية، أبرزها: قلنديا، وشعفاط، وجبع، والكونتينر، ما أدى إلى إغلاقها شبه الكامل أمام المركبات وتعطيل حياة المواطنين، حيث تجاوزت فترات الانتظار ست ساعات يوميًا، وتعرّض العديد للإذلال والتنكيل عند المعابر.
كما سلطت محافظة القدس الضوء على الأثر الميداني لهذه الإجراءات، مستشهدة بما حدث عند حاجز جبع العسكري، حيث اضطر نائب المحافظ إلى السير على الأقدام وصولًا إلى مقر عمله في بلدة الرام، في ظل الإغلاق الكامل والازدحام الشديد، في مشهدٌ يُلخّص معاناة آلاف الفلسطينيين، الذين يعلقون لساعات طويلة يوميًا عند الحواجز.
وتنصب قوات الاحتلال حواجز متحركة “طيّارة” في بلدات وأحياء مقدسية مثل: سلوان، وجبل المكبر، والعيسوية، والعيزرية، وحزما، بالتزامن مع حملات تفتيش واعتقالات تعسفية وفرض غرامات مالية باهظة.
وبين التقرير أن مدينة القدس باتت محاطة بـ85 حاجزًا، بينها إغلاقات ترابية وبوابات حديدية ثابتة ومتنقلة، إضافة إلى جدار الفصل العنصري التوسعي، ما يجعلها فعليًا سجنًا مغلقًا يُفرض فيه الفصل العنصري بالقوة.
وأكدت أن هذه الإجراءات جزء من مخطط متكامل للسيطرة الكاملة على المدينة، بما يشمل المقدسات الإسلامية والمسيحية، ضمن مشروع ضم غير معلن، يُنفَّذ وسط انشغال المجتمع الدولي عن العاصمة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، دعت وسائل الإعلام المحلية والدولية، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تكثيف تغطية هذه الانتهاكات، والعمل على إيصال صوت القدس وما يجري فيها إلى العالم، في وجه سياسات تكميم الأفواه والمنع الإعلامي التي تنتهجها سلطات الاحتلال، بهدف طمس الجرائم والتضييق على الحريات.
واختُتم التقرير بالتأكيد على أن السكوت الدولي يمنح الاحتلال ضوءًا أخضر للمضي قدمًا في مشاريعه الاستعمارية والتهويدية، وأن التضامن الإعلامي والشعبي مع القدس بات ضرورة ملحّة لمواجهة هذه المخاطر الوجودية.