تحذير دولي: النظام الصحي في غزة يواجه خطر الانهيار بسبب نفاد الأدوية والدماء.

تحذير دولي: النظام الصحي في غزة يواجه خطر الانهيار بسبب نفاد الأدوية والدماء.

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من أن النظام الصحي في قطاع غزة يواجه “وضعًا حرجًا”، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر 20 شهرًا، وتزايد استهداف المرافق الطبية.

وأوضحت “أونروا”، في تدوينة نشرتها على منصة “إكس” اليوم الأربعاء، أن 45% من المستلزمات الطبية الأساسية قد نفدت بالفعل، مع توقّعات بنفاد ربع الكمية المتبقية خلال الأسابيع الستة المقبلة، مؤكدة أن مخزون الأدوية الحيوية ونواتج الدم (وحدات الدم التي تجمع مع المتبرعين) “يوشك على النفاد، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الصحية بشكل ملحّ يومًا بعد يوم”.

وعمدت قوات الاحتلال إلى استهداف المنظومة الصحية بغزة، بقصف المستشفيات وإخراج معظمها عن الخدمة، الأمر الذي يعرّض حياة المرضى والجرحى للخطر. ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في القطاع جزئياً 16 مستشفى، خمسة منها حكومية و11 خاصة، من أصل 38 مستشفى، وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. كذلك، تعمل في القطاع ثمانية مستشفيات ميدانية، تقدّم خدمات طارئة لمن يحتاجها.

وتأتي هذه التحذيرات في سياق تنامي المخاوف من انهيار كامل للمنظومة الصحية في القطاع المحاصر، حيث تتوالى نداءات الاستغاثة من وكالات أممية ومنظمات إنسانية دولية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف البنية الصحية منذ بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ففي تصريح سابق، وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع الصحي في غزة بـ”الكارثي”، وقالت في مايو الماضي: “نحن قريبون جدًا من الهاوية”، محذرة من أن الحصار المشدد يزيد من المخاطر الصحية على السكان.

وكان الاحتلال قد شدّد حصاره على قطاع غزة وأهله في الثاني من مارس/ آذار الماضي، مانعاً إدخال كلّ الإمدادات إليه، ولا سيّما تلك المنقذة للحياة، قبل أن تعلن سلطاته في 19 مايو/ أيار الماضي استئناف عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين، إنّما بشروطها ومع إقصاء وكالة أونروا ومن ورائها منظمة الأمم المتحدة ككلّ.

يُذكر أنّ الوكالة الأممية شدّدت، في تدوينة سابقة، على وجوب العودة إلى نظام توزيع المساعدات الآمن الذي يعمل على نطاق واسع، والذي تديره الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالة أونروا. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إن استمرار قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قتل الموطانين الباحثين عن الغذاء “أمر غير مقبول”، داعيا إلى تحقيق فوري ومستقل بشأن ذلك.

ويشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ أن فرض الاحتلال حصارًا مشددًا وأغلق المعابر كافة في 2 مارس/آذار الماضي، مانعًا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود. ومنذ ذلك الحين، يواصل الاحتلال تصعيد حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين، من خلال القتل والتجويع والحرمان من الرعاية الصحية.