الصليب الأحمر: تعليمات الإخلاء تعقّد توفير الخدمات الصحية في غزة

غزة- المركز الفلسطيني للإعلام
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن التراجع المتسارع في قدرات النظام الصحي في قطاع غزة، في ظل “أوامر الإخلاء” الأخيرة الصادرة عن الاحتلال الإسرائيلي تُهدد مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وتزيد من صعوبة تقديم الرعاية الصحية للمصابين والمرضى.
وأكد “الصليب الأحمر”، في بيان صدر عنها، اليوم الإثنين، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال تتدهور بشكل حاد، حيث يُقتل ويُصاب المدنيون يوميًا نتيجة العدوان المكثف على القطاع، بينما تتفاقم معاناتهم بسبب القيود المستمرة على تدفق الدعم الإنساني، ما يؤدي إلى صعوبات كبيرة في الحصول على الاحتياجات الأساسية، مثل الوقود والمياه والمواد الغذائية.
في غزة، لا يزال المدنيون يُقتلون ويُصابون بسبب الأعمال العدائية المكثفة. ونتيجةً للقيود المستمرة على الدعم الإنساني، يُعاني الناس أيضاً من صعوبة في الحصول على السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود. pic.twitter.com/ibU1QbQKE4
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) June 16, 2025
ولفت البيان إلى أن مستشفى الصليب الأحمر الميداني في غزة، استقبل اليوم وأمس، أكثر من 370 مريضًا خلال فترة قصيرة، أُصيب العديد منهم بطلقات نارية أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز لتوزيع المواد الغذائية، في مؤشر مقلق على استمرار تعرّض المدنيين للمخاطر، وتدهور الحالة الإنسانية.
وأوضحت المصادر الطبية في المستشفى أنه استقبل، اليوم، أكثر من 200 حالة، في أعلى حصيلة يُسجلها منذ إنشائه، جرّاء حادثة إصابات جماعية واحدة.
In Gaza, civilians continue to be killed and injured as intense hostilities continue.
Due to the ongoing restrictions of humanitarian assistance, people are also struggling to access basic goods, including fuel. pic.twitter.com/BIVM6aAZSj
— ICRC in Israel & OT (@ICRC_ilot) June 16, 2025
وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيانها على أن حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة تُعد، بحسب القانون الدولي الإنساني، واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا، ويُفرض على أطراف النزاع توخي أقصى درجات الحذر لتفادي إلحاق الأذى بالأشخاص المدنيين والمنشآت المدنية. إلا أن الواقع في غزة، الممتد منذ أكثر من عشرين شهرًا، يُظهر أن المدنيين لا يزالون يدفعون الثمن الأعلى .
كما أكدت، ضرورة السماح الفوري والسريع بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما يشمل الغذاء والمياه والأدوية والإمدادات الطبية، مع ضمان حصول الجرحى والمرضى على الرعاية العاجلة التي يحتاجونها.
وجدّدت اللجنة دعوتها إلى احترام العاملين في المجال الطبي والإغاثي والدفاع المدني وحمايتهم، في ظل ما شهده القطاع من مقتل وإصابة العديد منهم خلال الأشهر الماضية.
رغم نقص الموارد الأساسية واستمرار القصف، تواصل فرق الأونروا تقديم خدماتها للناس في #غزة. بما في ذلك ما يقارب 15 ألف استشارة صحية يومياً. لا يوجد أي شريك صحي آخر في غزة قادر على تقديم رعاية صحية أولية بهذا الحجم.#الأونروا_تواصل pic.twitter.com/7inecrT9Ny
— الأونروا (@UNRWAarabic) June 12, 2025
وأضافت أن الأوضاع في الضفة الغربية لا تقل خطورة، حيث تتواصل معاناة المدنيين نتيجة تدمير المنازل والمزارع، والعنف ضد القرى وسكانها، وسط استمرار القيود التي تؤثر على توفر الوقود، وتُقيّد حركة خدمات الطوارئ، وتُعيق الوصول إلى الرعاية الصحية. كما لا يزال آلاف الأشخاص في حالة نزوح قسري، في بيئة تتفاقم فيها التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أنه حتى في ظل الاحتلال، يجب احترام حق المدنيين في عيش حياة طبيعية قدر الإمكان، مع صون كرامتهم، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، واحترام حقوقهم الإنسانية.