تحسين البنية التحتية للمخيمات وإطلاق نظام “الرقمنة الخدمية”

يستقر ضيوف الرَّحمن في منى غدًا الأربعاء، لقضاء يوم التروية وسط منظومة متكاملة من الخدمات التنظيمة والأمنية والصحيَّة، بإشراف ورعاية خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويستفيد الضيوف هذا العام من مجموعة من المشروعات التطويريَّة في مشعر منى، من بينها تطوير البنية التحتيَّة للمخيمات، وتدشين منظومة «الرقمنة الخدمية»، ليستطيع الحاج تتبع موقعه، وطلب المساعدة، والوصول للمرافق من خلال تطبيقات إلكترونيَّة مخصصة.
كما تم تنفيذ مشروع «كدانة الوادي» الذي يشمل عشرة أبراج سكنية متعددة الطوابق، تستوعب أكثر من 30 ألف حاج.
تم تنفيذ هذا المشروع في تسعة أشهر فقط، بمساحة بنائية تصل إلى 165 ألف متر مربع، مع توفير سعة تخزينية للمياه تبلغ 6600 متر مكعب، وسعة محطات كهرباء تصل إلى 33 ميجاواط.
كما تم تطوير المخيمات النموذجيَّة لتكون بديلة عن الخيام التقليديَّة، حيث تحتوي على غرف مغلقة مكيفة، ومطابخ بثلاثة طوابق تعتمد على التقنية الحديثة، لتلبية احتياجات الحجَّاج طوال فترة إقامتهم.
ويُعدُّ مشعر منى أكبر مدينة خيام في العالم، حيث تمتد الخيام على مساحة 2.5 مليون متر مربع، وتستوعب نحو 2.6 مليون حاج.
وتبلغ أبعاد الخيمة النمطية 8×8 أمتار، كما استخدمت خيام بمقاسات تتراوح ما بين 6×8، و12×8 أمتار.
وصُنعت هذه الخيام من أنسجة زجاجيَّة مغطاة بمادة «التفلون» المقاومة للاشتعال، ومزودة بأنظمة تكييف وتهوية، بالإضافة إلى شبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق بطول 100 كيلومتر.
تطوير البنية التحتية للمخيمات
وتحولت منى من مشعر تقليدي إلى بيئة حضارية ذكية، حيث تم هذا العام تنفيذ حزمة من المشروعات التطويرية النوعية، أبرزها مشروع تطوير البنية التحتية للمخيمات بمساحات منظمة، وتصاميم عصرية تراعي ظروف الحرارة والكثافة البشرية، مع أنظمة تكييف مركزية، ومداخل ومخارج ذكية لتنظيم الحركة، بما يضمن أقصى درجات الراحة والسلامة.
وتأتي المخيمات الجديدة ضمن مشروع «منى النموذجي»، الذي يدمج بين الجمال الوظيفي والهندسة المستدامة، إذ استخدمت فيه مواد مقاومة للحرائق، وعوازل حرارية مبتكرة، وأثاث قابل لإعادة التدوير، وكلها مدعومة بشبكات إنترنت وإنذار وإنارة ذكية.
تدشين منظومة الرقمنة الخدمية
وحرصت وزارة الحجِّ والعُمرة، بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة، على تدشين منظومة «الرقمنة الخدمية»، حيث يستطيع الحاج تتبع موقعه، وطلب المساعدة، والوصول للمرافق من خلال تطبيقات إلكترونية مخصصة.
كما تم تركيب شاشات إرشادية داخلية في المخيمات، لتقديم التعليمات بلغات متعددة، تعزز من وعي الحاج وتفاعله مع المكان.
كما تم تطوير نقاط الاستجابة السريعة، وتحديث سيارات الإسعاف وتزويدها بأجهزة متقدمة، فضلًا عن افتتاح وحدات طبية متنقلة مزودة بطواقم طبية متعددة التخصصات، جاهزة للتعامل مع أيِّ حالة طارئة على مدار الساعة.
أمَّا على صعيد الأمن والسلامة، دشَّنت الجهات المختصة تقنيات مراقبة شاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تراقب كثافة الحشود وتدير تدفقها في الوقت الحقيقي، بما يضمن انسيابيَّة الحركة ويمنع التكدس، مع نقاط أمنية مجهزة تعمل بتقنية التعرف على الوجوه والتواصل الفوري مع غرف العمليات.