الحج ووسائل الإعلام الدوليةالحج ووسائل الإعلام العالمية

الحج كمناسبة سنويَّة تعبديَّة، وركن أساس في الإسلام، منذ أول حجة في الإسلام إلى حجنا في هذا العام، وهو في تزايد لأعداده خاصَّة السنوات الأخيرة؛ لسهولة الوصول بالنقل الجويِّ والطيران، وللتطوُّر والتقدُّم العمرانيِّ للحرمين الشَّريفين والمشاعر المقدَّسة، ولتميُّز المملكة في خدمة الحجَّاج وقاصدي بيت الله، فالمملكة وبتوجيه من خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نذرت نفسها بكل قطاعاتها الحكوميَّة (الحج والعُمرة، الداخليَّة، الصحَّة، الحرس الوطني، وبقيَّة الوزارات والهيئات المتخصِّصة)، نجدها جميعًا نذرت نفسها، وكرَّست جهدها لهذا الهدف السَّامي، ألا وهو خدمة الحجَّاج.
ومع تزايد الأعداد، فإن وزارة الحج والعمرة ضبطت أمور التدفق إلى الحج، من خلال معيار أساس، وهو مصلحة الحاج، وراحته، وجودة ما يقدم له من خدمة، فوضعت لذلك نظاماً وهو أن يكون الحج بتصريح، فأعلنت في كل مكان داخل المملكة وخارجها شعاراً: «لا حج إلا بتصريح» سواء على حجاج الداخل السعوديين والمقيمين، أو حجاج الخارج، وهذا النظام كفيل بدرء الفوضى، والحفاظ على أرواح الحجاج.
إنَّ هناك إحصائيَّات وخدمات وترتيبات تقدِّمها الدولة في موسم الحجِّ، وما ينتهي حجٌّ وإلَّا تعقد اللجنة العُليا للحجِّ، ووزارة الحج والجهات المعنيَّة اجتماعاتها لتقييم الأداء، وتطوير الحجِّ للعام المقبل، وهكذا يكون التقييم والتطوير ووصلنا -بفضل الله- إلى تطوُّر لا يضاهى على مستوى إدارة الحشود، لذلك فإنَّنا بحاجة إلى إعلام خارجيٍّ يستخدم التقنيات الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعيِّ لإعلام مَن هم خارج المملكة مرحلة التطوُّر التي وصلنا إليها في الحجِّ، وتنويرهم بحجم العمل والخدمة التي تقدِّمها المملكة لقاصدي بيت الله، ومسجد رسوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- لأنَّ الإعلام بالتقنيات الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعيِّ كفيلان لتوضيح الصورة، وإيصال الحقيقة، وإزالة الغبش، والعمل على مواجهة الرسائل التقنية المعادية والمزوَّرة والمشكِّكة التي تبعثها وسائل التواصل الاجتماعي، فالحرب اليوم حرب تقنية إلكترونيَّة، فمن ذلك مثلًا الغبش والكذب والافتراء في أنَّ السعودية تعيش على دخل الحجَّاج كما يتوَّهم ذلك وينشره أعداء المملكة، فهذا القول من المغالطات الغبيَّة التي يدحضها ما يُقدَّم من تكاليف وخدمات ومليارات الريالات التي تُصرف على الحرمين الشَّريفين والمشاعر المقدَّسة وتقدِّم جميع الخدمات للحجَّاج مجانًا دون مقابل، فالإعلام الخارجي، ووزارة الخارجية عليهما هذه المهمَّة من خلال إعداد رسائل وتعريفات وفيديوهات تتضمَّنها إحصائيَّات وتوضيحات لإظهار الدور الحقيقي للمملكة في تبنِّي مشروع الحجِّ، وخدمة الحجَّاج، ويمكن الاستفادة من فكر وإمكانيَّات الذكاء الاصطناعيِّ لإيصال المضمون الإعلامي.