جمعيات الحفاظ على النعمة.. تقليل إهدار الغذاء بمليارات الدولارات

جمعيات الحفاظ على النعمة.. تقليل إهدار الغذاء بمليارات الدولارات

على الرغم من إطلاق أكثر من أربعين جمعية لحفظ النعمة في مختلف المناطق، استفاد منها أكثر من مليون مواطن، إلَّا أنَّ الجهات الرسميَّة تقدِّر حجم الهدر الغذائي بحوالى 40 مليار ريال سنويًّا.

ولا شكَّ أنَّ تحجيم الإسراف في الولائمِ، وحفلاتِ الزَّواج، وجميع المناسبات، معضلة بدأت تتقشَّع مع تأسيس كثير من الجمعيَّات التي تُعنى بحفظ النعمة؛ ممَّا يتطلَّب ضرورة تفعيل الجانب الإعلامي لتلك الجمعيَّات للوصول لأكبر قدر من المستفيدين، وأصحاب الولائم والمناسبات، والتعريف بشكل أكبر بدور هذه الجمعيَّات.

وفي هذا الصدد أطلقت مؤسسة حفظ النعمة الأهليَّة مؤخَّرًا، برامجها ومبادراتها الإستراتيجيَّة، برعاية رئيس مجلس أمناء المؤسسة وزير الشؤون القرويَّة والإسكان ماجد الحقيل.

وتضمَّن ذلك، برنامج الميثاق الوطني؛ للحدِّ من الهدر «شكور» الذي يتضمَّن علامة جودة؛ للحدِّ من هدر الطعام، وإطلاق منصَّة وتطبيق «حفظ النعمة» الذي يعمل بدوره على تقديم خدمات متعدِّدة لجمعيَّات القطاع، وكافة أفراد المجتمع، ويُتيح لهم التعاون والمساهمة بسهولة وفعاليَّة في دعم مبادرات المؤسَّسة وتحقيق استدامة القطاع.

كما تمَّ إطلاق منصَّة التبرُّع وهي منصَّة إلكترونيَّة تفاعليَّة تُسهل عمليَّة التبرُّع لمبادرات المؤسَّسة لدعم وتمكين قطاع حفظ النعمة بشكل مستدام، بالإضافة لتدشين تطبيق «حفظ النعمة» -أحد الحلول الرقميَّة لدى مؤسسة حفظ النعمة- الذي يهدف إلى الحد من ظاهرة هدر النعم، وتعزيز ثقافة حفظ النعمة في المجتمع، ويقدِّم خدمات متعدِّدة لجمعيات القطاع وكافة أفراد المجتمع، ويُتيح لهم التعاون والإسهام بسهولة وفعاليَّة.

يقول الأمين العام لمؤسسة حفظ النعمة عبدالله بن عبدالرحمن بن سعيد، أنَّ إطلاق برامج المؤسسة يعدُّ ثمرة تعاون مثمر بين المؤسَّسة ومختلف القطاعات، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ومد جسور التعاون بين الأفراد والقطاعات العامَّة والخاصَّة في الحفاظ على النعم، وتعظيم مكانتها انطلاقًا من قيمنا الإسلاميَّة التي تدعو إلى الحدِّ من الهدر والإسراف، والحفاظ على نعمة الغذاء، ودعا إلى ضرورة الاستفادة من الفائض منه، وتوجيهه لمستحقيه، ونشر ثقافة شكر النعمة وحفظها من الزَّوال.

وعى بحفظ النعمة

من جهته، قال أمين محافظة الطَّائف المهندس عبدالله بن خميس الزايدي: تُعدُّ جمعيَّات حفظ النعمة أحد النماذج الوطنيَّة الرائدة في مجال العمل الخيري والاجتماعي، بما تقدِّمه من جهود حثيثة، وبرامج نوعيَّة تعكس وعيًا عميقًا بمسؤوليَّة حفظ النعمة، والحد من الهدر الغذائي، وتوجيه الفائض من الطعام لمستحقيه بطريقة تحفظ الكرامة، وتحقق الاستدامة.

وقد سعدنا في أمانة محافظة الطَّائف بالشراكة الفاعلة والمثمرة مع جمعيَّة أرزاق لحفظ النعمة، والتي كان لها أثر ملموس في تنفيذ عدد من المبادرات النوعيَّة، الهادفة إلى تعزيز ثقافة حفظ النعمة في المجتمع، وهو ما يتوافق مع رُؤية المملكة 2030 في تعزيز المسؤوليَّة الاجتماعيَّة، وتمكين القطاع غير الربحي.

ودعا جميع الجهات إلى دعم هذه الرسالة النبيلة، التي تمثِّل أحد أوجه التكامل بين العمل البلدي، والعمل الخيري في خدمة الإنسان والمكان.

الاستفادة من الموارد

من جهته قال مدير مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الطَّائف المهندس هاني بن عبدالرحمن القاضي، إنَّ الشراكة بين مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الطَّائف، ومختلف الجهات العاملة على حفظ النعم، تأتي في إطار جهود تقليل الفائض من النعم، والحد من الهدر، وتحقيق الاستفادة من الموارد.

وأعرب عن شكره لجهود الجمعيَّات في جمع الفائض من الخضراوات والفواكه بسوق الطائف المركزي، وتوزيعه على المستفيدين.

تمكين العمل الخيري والتطوعي

من جهته، قال المدير التنفيذي لجمعيَّة أرزاق لحفظ النعمة ريان بن عبدالعزيز البدراني: إنَّ حفظ النعمة سلوك حضاري، وواجب شرعي، وجزء من مسؤوليتنا المجتمعيَّة تجاه الموارد التي أنعم الله بها علينا.

ومن هذا المنطلق، تأسست جمعيَّة أرزاق لحفظ النعمة؛ لتكون نموذجًا رائدًا في حماية الفائض من النعم، وتوجيهه لمستحقيه بطرق آمنة، تحفظ الكرامة، وتحقق الاستدامة.

نفخر في الجمعية، بتنفيذ برامج نوعيَّة وفعَّالة، من أبرزها مبادرة «بالشكر تدوم»، التي تُعنى بجمع فائض الطعام من المناسبات والولائم، ومعالجته وتوزيعه بشكل لائق وصحي على الأسر المحتاجة.

كما نعمل من خلال مشروعات متعدِّدة، مثل سُقيا الماء، والإطعام الخيري، إلى جانب تنفيذ فرص وجبات كفارات اليمين والصيام، والوجبات الخيريَّة وإفطار وسحور الصائمين، وذلك بدعم كريم من منصَّة «إحسان» التي تمثِّل رافدًا كبيرًا في تمكين العمل الخيريِّ الوطنيِّ.

وأطلقت الجمعية برنامج «بصمة تطوُّع»، الذي يهدف إلى تحفيز المشاركة المجتمعيَّة، ورفع مستوى الوعي والتمكين بين المتطوِّعين والمتطوِّعات؛ ليكونوا شركاء حقيقيِّين في تحقيق أهداف الجمعيَّة ورسالتها.