صيف المملكة العربية السعودية: حرارة الوطن وعظمة الإنجازات

صيف المملكة العربية السعودية: حرارة الوطن وعظمة الإنجازات

في البدء، كان الصيفُ حيرةً… بين تذاكر لا تُطابق، وصور لا تُصدّق، وفنادق تُشبه الحكايات أكثر مما تُشبه الواقع. كنا نبحث عن البعيد، عن الغريب، نُطارد ضوءًا في آخر الخريطة، ونهمل الضوء الذي يسطع من قلب هذه الأرض… من وطنٍ اسمه: السعودية.

ثم أتى “صيف السعودية”، لا كشعارٍ ترويجي، بل كحالة وعي، كصحوة عشق، كنداء للمحبين: لوّن صيفك!

زرت قرية رجال، رأيت رجال ألمع… فظننت أن سويسرا استعارت شيئًا من جبالنا.

قرية رجال ألمع، تلك الجوهرة المخبأة بين جبال السروات في منطقة عسير.. رأيت البيوتَ الطينية تُخبر الزائرين أن الجمال يُمكن أن يُبنى من الطين، إن كانت الروح فيه.

وفي قلب رجال ألمع، تتجلى قصة عشق بين التراث والفن، يرويها الأديب والباحث في الموروث الشعبي علي مغاوي وزوجته الفنانة التشكيلية فاطمة بنت فايع الألمعي. معًا، أسسا متحف “فاطمة” ليكون بيتًا لفنون القط العسيري، ويحتضن أكثر من 400 قطعة تراثية تشمل الجداريات، الأواني، الحلي الفضية، والملابس التقليدية التي تعكس هوية المرأة العسيرية عبر العصور.

وإذا زرت رجال ألمع، فربما تُصادف علي المغاوي نفسه، ذلك الكاتب العاشق لماضي وطنه، يحكي لك عن الجدران التي تتكلم، والرسومات التي لا تزال تنبض بالحياة.

في المطار، استقبلني وجهٌ أبهاويٌّ، لا تعرفه إلا القلوب.

هذا هو صيفنا… لا يبحث عن المقارنة، بل يفرضها.

وطن لا يشبه إلا نفسه.