قوة الكلمات

#طاقات_الكلمات
للكلمات طاقة كبيرة، يمكن أنْ تؤثِّر على النفس، وعلى الآخرين، وهذه الكلمات قد تكون إيجابيَّة أو سلبيَّة، وتؤثِّر على مشاعرنا وتصرفاتنا.
وقد توسعت في الحديث عن هذا الموضوع، وكتبت مجموعة نواصي، وهي كالتالي:
#ناصية رقم ١:
منذ قديم الزَّمن كانت الفضفضة والبوح علاج المتعبين والموجوعين، وفي ذلك يقول شيخنا أبو حيَّان التوحيدي:
«إذا ضاق صدر المرء اتَّسع لسانه»، وفي رواية: «مَن ضاقَ صدرُه اتَّسع لسانُه».
#ناصية رقم ٢:
أشعر بالحزن، حين أشاهد رجلًا أو امرأة يلبسان أحسن الثياب؛ ولكنَّ العقل الذي يحمله كلٌّ منهما فارغ!
ولكن ماذا يكلِّف كل منهما حين ينظِّف رأسه بالشامبو، أنْ ينظِّف معه ما يدور في رأسه من خلال تعبئته بالوعي والمعرفة، وحشوِه بأفضل الكلمات.
إنَّني حين أرى مَن يلبسون الثياب الزاهية، ويحملون العقول الخاوية، أتذكَّر قصة شيخنا «جالينوس» حين نظر إلى رجل عليه ثياب فاخرة، ولكنَّه يتكلَّم ويلحن ويخطئ في كلامه، فقال له: «إمَّا أنْ تتكلَّم بكلام يشبه لباسك، أو تلبس لباسًا يشبه كلامك!».
ما أجمل حين يتكامل المظهر والجوهر، والمخابر والمظاهر!
#ناصية رقم ٣:
أحب الكلمات التي تزرع طريقي بالأمل والعمل، أعني الكلمات مثل:
الشغف.. التدفق.. التنوير.. التجلي.. الإشراق.. الضياء.. المبادرة.. قوة اللحظة.. التحسين.. الازدهار.. الانبثاق.. الحيوية.. الانطلاق.. نعناع الإيجابيَّة.. الثقة.. البساطة.. الإنجاز..
#ناصية رقم ٤:
لقد تعلَّمت من أساتذتي في الحياة، أنَّ الكلمة لا تخرج إلَّا إذا تجاوزت ثلاث بوابات وهي:
١- بوابة الصدق.
٢- بوابة الضرورة.
٣- بوابة الطيبة.
بمعنى آخر؛ أقول لنفسي:
هل الكلمة التي سأقولها صادقةً، وإذا كانت الإجابة بنعم، ذهبت إلى البوابة الثانية: هل الكلمة ضروريَّة؟
إذا كانت الإجابة بنعم، ذهبت إلى البوابة الثالثة: هل الكلمة طيبة؟
إذا كانت الإجابة بنعم، اعتدلت في جلستي وقلت كلمتي التي اجتازت هذه البوابات الثلاث!
#ناصية رقم ٥:
هناك مَن يستحوذ على كلماته، وهناك مَن تستحوذ عليه كلماته!
والسؤال هنا: من أيِّ النَّوعين أنت؟!
#ناصية رقم ٦:
أسمع بعض الناس يطلب كلمات ويقول: «يا حبايب، ويا حبيبي، ويا حبايب قلبي»، وهكذا يطلق مثل هذه الكلمات الكبيرة على كل من يقابله!
إنَّ الكلمة مسؤوليَّة، ولابُدَّ أنْ يصاحبها شعور صادق، وليس برمجة معتادة؛ لذلك من يطلق كلمة «حبيبي»، أو يخاطب الناس في وسائل التواصل ويقول لهم: «يا حبايب قلبي»، إنَّ هذا المتحدِّث لا يُعوَّل عليه، ولا يُعتمد على كلامه؛ لأنَّه يرسل الكلام بشكل مجانيٍّ.!
إنَّ الله يأمرنا قائلًا: (وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، والقول السديد، هو أنْ تكون الكلمات على قدر المشاعر، أو المشاعر على قدر المعاني.
حسنًا ماذا بقي يا قوم؟!
بقي القول إنَّ الكلمات ليست وسيلة للتواصل فقط، بل هي قوة وأداة قويَّة يمكنها تشكيل الواقع الذي نعيش فيه. فالكلمة يمكن أنْ تكون قوة عظيمة تؤثِّر على النفس والروح، وتغيِّر من حياة الناس.!