الإعلام ودور الإنسانية في مناسك الحج

* العطاءات التي تُقدِّمها (المملكة)؛ للعناية بضيوف الرَّحمن منذ حضورهم، وحتى مغادرتهم لأوطانهم سالمين غانمين، كبيرة ونوعيَّة، فهناك توسعة الحرمين الشَّريفين والمشاعر المقدَّسة؛ وتطوير منظومة الحجِّ بكل تفاصيلها؛ لتكون رحلة الحاجِّ آمنةً وأكثر رفاهيَّةً وإمتاعًا، وقبل ذلك يكفي -ولله الحمد- النجاح كل عام في إدارة أكبر تجمُّع بشريٍّ في الكون، لمختلف الأعراق والثقافات واللغات، يجمعه زمن محدود، ومساحات مكانيَّة ضيِّقة؛ لا يمكن شرعيًّا تجاوزها.
*****
* وتلك العطاءات والتضحيات التي تُقدِّمها المملكة حكومةً وشعبًا حقها أنْ تصل للعالم الخارجيِّ بوضوح ومهنيَّة، لاسيَّما وإعلامنا بكل أنواعه يمتلك الممكنات التي تساعده على المزيد من التميُّز والجاذبيَّة في هذا الميدان، ومن ذلك: الدعم والتشجيع اللامحدود الذي يحظى به من حكومتنا الرشيدة، وهناك تفاني وخبرات معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، الحريص جدًّا على تطويره وتحديثه.. أيضًا هناك الكوادر السعودية المؤهلة، إضافةً إلى أنَّ رحلة الحجِّ بكل مراحلها ومخرجاتها تحمل ثراءً يبحث عنه الإعلام، ومنصَّة يتابعها العالم بشغف.
*****
* وفي ظل كل تلك المعطيات والممكنات؛ أتمنَّى أنْ يبتعد إعلامنا عن النمطيَّة المكرورة، القائمة فقط على نقل ثناء وتقدير الحجَّاج، وبعض مسؤولي وفود الدول؛ ونشر صور ومقاطع من المشاعر، فكل تلك المحاولات صدِّقوني تبقى محليَّة، ومحدودة المساحة والتأثير.
*****
* فما أرجوه أنْ يركِّز إعلامنا بكل صوره في نقله لفعاليَّات الحجِّ، على إنسانيَّاته في كل مساراتها، فهناك القصص الملهمة لفئةٍ واسعةٍ من الحجَّاج؛ في طريق وصولهم لأداء الفريضة، بعد كفاح ومشقة، ومن ثم مشاعرهم تجاه ما يجدونه من عنايةٍ واهتمامٍ من أبناء المملكة، وكذا هناك حكايات العاملين على أمن وخدمة ضيوف الرَّحمن والتضحيات التي يقدِّمونها، يضاف لذلك سرد الجانب الإنساني للمشروعات العملاقة التي أتت لراحة الحجيج ورفاهيتهم.
*****
* وتلك الإنسانيَّات والحكايات أرجو رصدها ونقلها من خلال أفلام قصيرة وطويلة ذات سيناريوهات محترفة، وإخراجها بلغةٍ بصريَّةٍ جاذبة تستثمر أحدث التقنيات، وبرامج الذكاء الاصطناعي، ومن ثم دبلجتها أو ترجمتها إلى اللغات الأشهر، أمَّا الأهم فالعمل على بثها في القنوات والمنصَّات الإعلاميَّة الكبيرة المشاهدة والمتابعة عالميًّا، وكل ذلك من أجل رصد الوقائع والحقائق، وتعزيز الصورة الإيجابيَّة لـ(بلادنا).. وكل حج والجميع بخير، وسلامتكم.