رفعة الفكرة والإبداع والعمل التطوعي

رفعة الفكرة والإبداع والعمل التطوعي

عندما تجتمع القلوب، وتعي جيدًا دورها في الحياة، والغاية التي خلقنا الله من أجلها لعمارة الأرض، تنزل السكينة والطمأنينة، وتحل البركة على مَن اتَّخذوا سبيل نفع الناس بحب وعطاء، وتفانٍ كبير، وترجمة معاني التطوع الحقيقيَّة في خدمة المجتمع، ونفع الناس هو من أجلِّ الأعمال عند الله، وإدخال السرور على قلوبهم.

فريق سمو التطوعي بقيادة احترافيَّة من الأستاذة العنود البعداني، التي عرفتها من بداية مشواري في عملي كمشرفة لمركز الحوار الوطنيِّ بينبع عام ١٤٣٢، وها نحن نلتقي بعد كل هذه السنوات ليكرمني الله بحضور إحدى الفعاليات التي تقودها مع فريق عمل متميِّز من المدرِّبات والخبيرات والمستشارات في عالم التدريب والتنمية المهنيَّة، بعنوان (ملتقى وصلة إلى العالم المهنيِّ)؛ ولأنِّي مؤمنة بقدرات المرأة السعوديَّة التي مكَّنتها قيادة رشيدة في عهد ذهبي عهد خادم الحرمين الشَّريفين، وسمو ولي العهد عرَّاب الرُّؤية لابُدَّ أنْ نفخر وبلغة المؤشرات التي ترصد عالميًّا هذا الحراك المتميِّز للمرأة السعوديَّة المبدعة.

برنامج متكامل يهدف إلى زيادة نسبة الوعي لما قبل المهنيَّة والاستعداد لها؛ وفي صرح وطنيٍّ من صروح الهيئة الملكيَّة بينبع الصناعيَّة وتحديدًا في مركز التطوع الذي استقبل هذه النخبة من سيِّدات وفتيات المجتمع كل تفاصيل المكان وفخامته ورونقه، ووجود الأُمَّهات الداعمات والحرفيَّات اللاتي أبهرن الحضور بجمال ودقَّة عملهنَّ، كل هذا يصب في تحقيق مستهدَفات الرُّؤية الوطنيَّة للاستثمار الحقيقي في الإنسان.

هذا البرنامج استهدف مجموعة من الفتيات والسيدات لتهيئتهنَّ من الناحية النفسيَّة والثقافيَّة والمهنيَّة، وتعزيز مهارات التواصل، وتهيئتهنَّ لسوق العمل مع تحقيق التوازن الداخلي والخارجي، ورفع معدل الوازع الدينيِّ لدى الفرد لتكون إنتاجيته متقدِّمة وداعمة للمجتمع بشكل عام، ولشخصه بشكل خاص.

الهدف سامٍ جداً لدعم وتأهيل جيل واعٍ مدرك مؤهل وناضج لسوق العمل، بما يتماشى مع رؤية وطن، ويعزز ويظهر المواهب لزيادة الإنتاجية؛ ولتكون مخرجاته مؤهلة لسوق العمل مع تدريب تعاوني في عدد من الأماكن لمدة زمنية محددة.

حظيت بصحبة فريق العمل، والمتدربات، وتحدثت معهم، واستشعرت من لغة جسدهنَّ هذا الحب الكبير للوطن، وإيمانهنَّ بأنَّ على عاتقهنَّ أمانة يردن أنْ يحققنها، وفي بريق أعينهنَّ أمل ونور يستشرف المستقبل لوطن عظيم يعانق السَّحاب.

تجربة ثريَّة حري بكلِّ مَن يقرأ كلماتي، هذه أنْ يتواصل مع مثل هذه النماذج الوطنيَّة لتكريمهنَّ ورعايتهنَّ، واستنساخ تجربتهنَّ في كل منطقة من مناطق المملكة، والعمل على بناء برامج مماثلة ومبتكرة ومتنوِّعة لإعداد جيل المستقبل لسوق العمل بحرفيَّة عالية.

معًا سنحقق رُؤية وطن عظيم والإنسان السعودي يعشق التحدِّيات، ويطمح للمعالي، والتميُّز في الأداء ويجدِّد إيمانه بربِّه الذي لا يضيعُ أجرَ مَن أحسنَ عملًا، وأنْ ليسَ للإنسانِ إلَّا مَا سعَى وأنَّ سعيَه سوفَ يُرَى؛ المهم النيَّة الصادقة والصافية، والقلوب المعطاءة، وبحب كبير؛ لأنَّه يصنع المعجزات، ويد الله -دومًا- مع الجماعة؛ لنكن مع الله، وهو معنا سيهدينا سبيل الرشاد.