وسائل الإعلام والحج

وسائل الإعلام والحج

.. في الحجِّ تعيش كل القطاعات حالة استنفار كامل لخدمة ضيوف الرَّحمن..

كل قطاع في نطاقه، وأدواره، ومسؤوليَّاته..

تتضافر الجهود، تتكامل الخدمات، والهاجس المشترك هو تحقيق حجٍّ آمنٍ ميَّسر.

والإعلام هو الآخر يعيش ذات الحالة في مختلف مجالاته (المقروءة والمسموعة والمرئية).. لكنَّه يحمل هاجسًا مختلفًا.. فماذا عن الإعلام في الحجِّ…؟!

*****

.. في أيِّ دولة في العالم غالبًا حين تُقام على أراضيها مناسبة سياسيَّة، أو اقتصاديَّة، أو حتى رياضيَّة وثقافيَّة يلتقطها الإعلام كفرصة يقوم بتوظيفها واستثمارها من أجل تقديمها كرسالة وطنيَّة تعريفيَّة موجَّهة للعالم.

ونحن في المملكة، أكرمنا الله تعالى بهذه الشَّعيرة العظيمة، تتكرر في كلِّ عام، حيث يجتمع على ثرى الأرض المقدَّسة الملايين من كلِّ أصقاع الدنيا.

فهل استثمرنا هذا التجمُّع الإسلامي الضخم (إعلاميًّا) لتعزيز الصورة الفارهة لهذا الوطن العظيم..؟

*****

.. ثم عندما نتحدَّث عن الإعلام والحجِّ، فهناك مجموعة من الحقائق يجب أنْ نقف عندها:

أوَّلها: علينا أنْ نعي أنَّ المرحلة اختلفت تمامًا تمامًا في الظروف والمعطيات والأدوات.. ففي السابق كنا نواجه تلك الحملة المعتادة (تسييس الحجِّ)، لكن صوتها -رغم تكراره- ظلَّ باهتًا وممجوجًا، وليس ذا بال ولا أثر.

اليوم الوضع اختلف.. أصبحنا نواجه حملات مركَّزة ومكثَّفة ضدَّ المملكة من كلِّ الاتجاهات.

وثانيها: أنَّ هذه الحملات لها ميزانيات، وجهات، وأيدلوجيات، ومنصَّات، وحسابات وهميَّة، وربَّما في الغرف المظلمة ماهو أخطر وأعظم.

وثالثها: يُعتبر الحجُّ أهم أحد المستهدَفات المهمَّة والثرية لهم، وإذا كنا نقوم بتوظيف الحدث إعلاميًّا لنا فإنَّ تلك الحملات توظِّف الحدث في الاتِّجاه المعاكس (تشويهًا وتحريضًا وتزويرًا)، ناهيك عمَّا لديهم من قدرات واحترافيَّة في صناعة محتويات وهميَّة…!

*****

.. هذا يتطلب أن يكون لدينا إعلام مواجه قوي وإستراتيجية إعلامية مختلفة بعيداً عن النمطية الإعلامية المعتادة، وأعتقد أن وزارة الإعلام محتاجة إلى بناء شراكات مع شركات إعلامية عالمية متخصصة، تقوم ببناء المحتويات ذات الجودة العالية ونشرها عالمياً.. ولا أدري حقيقة إن كان لدى الوزارة مثل هذه الشراكات أم لا..؟!

*****

.. أخيرًا.. مليونا حاجٍّ سيأخذون معهم تلك المشاهد الذهنيَّة عن الجهود العظيمة للدولة السعوديَّة، وعن الإنسانيَّات والحميميَّات والابتسامات والورود ليرووها في أوطانهم.. إنَّه إعلام الواقع الذي ينقل الحقيقة بعيون المنصفين..